لقد طفح الكيل يا أردوغان وكَشَفتَ القِنَاعَ عن وجهك !!!
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) } سورة القصص .
كلاّ ، كلاّ ثمّ كلاّ يا أردوغان لا لمزيد من سفك وإراقة الدّماء ، وكفی ثمّ كفی الترميل والتيتيم والتثكيل والتخريب لبلاد وأوطان الناس والآمنين !!!
فرعون ليس شخص معين بجسمه وهيكله ، فرعون كلّ مستبدٍّ ظالم مستبيح سفّاك متعطش للدماء ! نعم إنّه أخلاق وصفة فرعونية ، ولكل عصر ومصر فرعون ! والذي يبدو أن فرعون مصر كان أوفر عقلا من بعض فراعنة العصر ، حيث لم يتجاوز شرّه ومكره وخبثه بلاده وحدوده الجغرافي ! بينما فراعنة اليوم يسعون مع الجيرة والأخوة وأهل الدين وبلاد غيرهم فسادا !
إنّ ما يفعله رئيس تركيا اليوم منذ إعلان ما يسمی ( نبع السلام ) والأولی أن يسمّى ( نبع الفتنة ) مع أهلنا في كوردستان سوريا ( غرب كوردستان ) هو كلّه تَعَدٍّ صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ، وهو بعينه تكرار لما يفعله قوم أردوغان مع الكورد منذ أكثر من قرن من الزمن من إبادات جماعية وجينوسايت بحقهم ، وتهجير وتخريب لديارهم ونهب لثرواتهم وأموالهم ، وهو أمر بات لا يخفى على كل ذي لبٍّ أو مراقب حصيف أو مؤرخ لبيب أو سياسي أريب !
لم أر في الدنيا رئيسا أكثر تهديدا وصراخا وعويلا ووعيدا في خطاباته وعبسا في المحيا عند اللقاء والظهور من الرئيس التركي أردوغان ، لاسيّما إذا خصّ الأمر إخوانه( !) في الدين والعقيدة والوطن الكورْدُ !!!
ومن صفات أَهْلِ النَّارِ كما أخبر الصادق المصدوق ؟.
«كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ» . صحيح مسلم ٤ / ٢١٩٠ (2853) .
أمثل هذا يمكن أن انخدع به أو ينخدع به عاقل مجرّب للحياة ؟
كلاّ والله الشعارات البرّاقة لا تخدعني ، وإنما أنظر إلى الفعل والعمل ! وقد أثبتت الأيام منذ أن استلمت أمر ما يسمّى بحزب ( العدالة والتنمية ) أنّك كاذب فيما تدعيه في شعاراتك مع الكورد خاصّة ، إن لم نقل مع المسلمين عامّة !وأنّ عدالتك لم تستطع أن يستظلّ بها إلاّ بنوا قومك وجنسك الأتراك !!!
ألست أنت الذي وضعت يدك مع أعداء الله الفرس ، وأتباعهم من القرامطة في العراق ، الدّ أعداء دينك وقومك ووجودك ، للقضاء على الحلم الكوردي في إقليم كوردستان العام الماضي أثناء الإستفتاء ؟
العقل والحكمة والمنطق وقبله الشرع كان يقول لك ويفرض عليك ، أن تختار أبناء دينك ولا تخذلهم أمام أعدى عدّوك ! لكن أين الشرع والعقل والحكمة والمنطق من فعلك؟
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) } سورةالبقرة .
إنه والله لأكبر خزي وعيب وعار في هذا العصر وفي هذا اليوم وفي أي بلد من بلدان العالم أن نتكلّم عن أبسط حق من حقوق الإنسان كحريّة التكلّم بلغة الأم أو لبس ملابس الأجداد والآباء !
عشرة من الفنانين سيقوا في العام الماضي إلى المحاكم في بلدك ( بلد العدالة والمساواة) وماذا كانت التهمة الموجهة إليهم ؟
التهمة أنهم كانوا قد غنّوا بلغة الأم اللغة الكوردية التي وهبهم الله إياها !!!
متوهم من يظن أّنّ عداوتك مع ( پ ك ك ) بل أنّ عداوتك مع الكورد مختلط بلحمك ودمك ، كما أثبتته أيام حكمك!
هل السياسة والحكمة والعقل يقول : أن تحارب قوما وأمّة ثلث شعبك منهم ؟
هل الحكمة والحنكة السياسية تقول : تدخل في شؤون الدول الأخرى واحتل أراضيهم بحجج ودواعي أوهى من خيط العنكبوت ؟.
إذا كنت صادقا وحامي حمی الإسلام – والصحيح حامي حمی قومك الترك العنصريين – ( ومعذره للطيبين منهم وأهل الدين الصحيح ) فلماذا :
١ – لا توجه عنايتك وقوّتك وجيشك للظالمين الصينيين الذين يذيقون بني قومك ودينك في تركستان الشرقية( وهم بنو جلدتك ) سوء العذاب ويتعرضون لطمس هويتهم الدينية والقومية والإبادة الجماعية ، أمام مرأى ومسمع منك ، وأنت لا تحرّك ساكنا ؟
٢ – الآذريون الأتراك المسلمون في إيران يتعرّضون هم ومساجدهم لأكبر تحد وتعد وطمس للهوية على أيدي دولة القرامطة الشيعة ( دولة ولاية الفقيه بإيران ! ) أين أنت منهم ؟ .
٣ – أين جيشك وقوّتك وأين حرصك علی دينك حين غزا الفرس عاصمةالخلافة اسطنبول ( يدگون ويلطمون ويلعنون أمتك ) بلسان فارسي مبين في المحرم ، قبل أيام ، هذه السنة ، وهو أمر لم يحدث في تاريخ الإسلام كله مرّه واحده حتی مع المجرم : أتاتورك ! وحدث في أيام سلطانك !
فهل أنت كما يقال :
أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ
فَتْخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ
إعلم يا وارث أتا تورك الدكتاتوري الجديد بثوب مخادع إسلامي !
إنّ الأيام دُوَل ، وإن الظلم لشؤم ، وأن على الباغي تدور الدوائر ، كما هو سنّة الله في الكون والحياة!!!
وليعلم المظلوم أيّا كان هذا المظلوم وفي أي زمان أومكان بأنه سينتصر إن آجلا أو عاجلا
يقول ابْنِ عَبَّاسٍ في أثر صحيح :
(( لَوْ أَنَّ جَبَلًا بَغَى عَلَى جَبَلٍ لَدُكَّ الْبَاغِي )).
هل قتل الأطفال والنساء والشيوخ والناس العزّل من شيم الرجولة ولا أقول من شيم المسلمين ؟
هل اجتياح بلاد وأوطان الناس والتعدي عليهم من أخلاق أهل الإسلام ؟
يقول الشاعر :
وَحَقِّ اللهِ إِنَّ الظُّلْمَ لُومُ
وَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ
تَنَامُ وَلَنْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا
تَقَدَّمْ لِلمَنِيَّةِ يَا نَؤُومُ
إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ