المقالات

الثقافة في عصر الانترنت

أولا: الاتفاق على مفهوم ( الثقافة) كتعريف إجرائي ، لبناء الفكرة ، وتحديد مسار الطرح ؛
هناك تعريفات متعددة للثقافة، ومنها:
“هي مجموعةٌ من العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها أفرادُ المجتمع.

وأيضاً تُعرفُ الثّقافةُ بأنّها المعارف والمعاني التي تفهمها جماعةٌ من النّاس، وتربطُ بينهم من خلال وجود نُظُمٍ مًشتركة، وتساهمُ في المُحافظةِ على الأُسسِ الصّحيحة للقواعد الثقافيّة.”
‏”تعبرُ الثّقافة عموماً عن الخصائص الحضاريّة والفكريّة التي تتميّز بها أمّة ما.”

من هنا نجد الثقافة قد تكون معرفية أو عقائدية، أو قيمية ( عادات وسلوك اجتماعي).
وبالتالي فموقفنا من الثقافة في عصر التقانة يحكمه المفهوم الدلالي .
ولعلي هنا أبدأ ، بمقدمة بسيطة أجتزئها من مقولة الدكتور / سعيد السريحي يقول:
“الثقافة الحقة لا تسير مع القافلة، فهي إما أن تتقدم القافلة أو تسير وحدها.”
‏”أخطر ما يمكن أن يواجه الثقافة الحقة هو تلك البرامج “الشعبوية” التي يتم تقديمها على أنها هي الثقافة .
‏خطرها أنها تستمد قوتها وسلطتها من الإقبال الجماهيري وليس مما تبنيه من قيم الجمال والحق.”

من وجهة نظري أن التحدي الأساس للثقافة في عصر الانترنت هو ( المتلقي)
الباحث عن المعرفة، المتتبع لمسارات الفكر على صفحات الانترنت؛
تفكيره ، ثقافته ، تمكنه ، مهارته في الانتقاء ، قدرته على الاختيار ، غربلة المعلومة ، الموازنة والتوازن بين قبول تعدد الآراء والأفكار التي تقف خلفها ثقافات عقائدية وفكرية مختلفة ، ونبذ الغثاء منه ؛
( المتلقي ) بقدر ما يكون قادراً على الغوص في بحر الانترنت واصطياد لآلئه الثمينة ، سيكون مضيئاً في مجتمعه ، مفيداً في مجاله ، نافعاً لغيره ؛
( المتلقي) كالمرآة العاكسة للضوء ، فبصفاء تلك المرآة ، يكون انتشار الضوء وتمدده.

——————————-
مدير تعليم عفيف سابقًا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button