قلت لهم: عندما كانت بلادكم تتقدم علينا بمراحل، كانت قوافلنا تقف على أسوار مدنكم العامرة، لتبيع السمن والحليب والماشية، وكنتم تنظرون إليها بتعالٍ ولم تفكروا يومًا في مشاركتها خيراتكم. ولكن عندما رزقنا الله بكنز النفط تذكرتم رابطة الدين والدم، وصار لكم عندنا حقوق. ومع ذلك، لم نقصر معكم. شاركناكم خيراتنا، وفتحنا لكم بلادنا، ودعمنا حكوماتكم وجيوشكم، واستثمرنا في بلدانكم. ولانزال، رغم جحود وتعال وتطاول بعضكم، بالكثير، ومن كثير.
هذا واجبنا، لا فضل لنا ولا منة، فأنتم أولى من الأجانب وأقرب وأحب. ولكن أن ينسى البعض منكم أن هذا المال مالنا، والحلال حلالنا، ويتدخل في استخدامنا له، ويطالب بالوصاية عليه، فهذا تجاوز لا نقبله ولا نسمح به.
وتذكروا أن كنوزنا لا تمثل جزءًا من كنوزكم، ولكننا أحسنا إدارتها، وصرفناها فيما ينفعنا وينفعكم، فنمينا بلداننا وعلمنا أبناءنا، وطورنا جيوشنا ورسخنا أمننا، ولم ننسكم. وفي المقابل أهدرت حكوماتكم ثرواتها، فنهبت، ومابقي منها صرف على قوات القمع وجيوش الهزيمة والشعارات الرنانة، ولم يزد منها لبناء بلادكم إلا النزر القليل، فتأخرتم عقودًا عن بلداننا والعالم من حولكم. وهاهي عقولكم وخبراتكم ورؤوس أموالكم تهاجر إلى مشارق الدنيا ومغاربها (ومن بينها صحرائنا!) بحثًا عن بيئة آمنة، راشدة، محفزة، نزيهة، لتبقى لكم الحكومات الثورية والعسكرية، والفلسفات الفسطائطية والفذلكية والمتاجرة بالصراعات والجبهات التي لا تنطفئ.
لافضل لكم علينا لنرده، أيها السادة. ولا ندعي الفضل عليكم ولانطالبكم برده. ولكن عليكم أن تواجهوا أنفسكم بحقائق التاريخ المريرة. خيارات قياداتكم ورضوخكم لها هي من قادكم إلى ما انتهيتم إليه، لا دول الخليج! فشل مشاريعكم التنموية هي من أوصلكم من الغنى للفقر، لا دول الخليج! حروبكم وتحالفاتكم الخاسرة هي من دمركم، لا دول الخليج!
من أوصل مصر التي كانت تدين لها بريطانيا العظمى بقروض تعادل اليوم المليارات، وتسعى أمريكا للاستدانة منها، ويصل جنيهها إلى أضعاف قيمة الدولار والجنيه الإسترليني، إلى حالها اليوم؟ ومن أوصل بلاد النهرين التي بنى أبناء الجزيرة العربية من القادة والخلفاء والملوك فيها خلافة تمتد على ثلاث قارات إلى ولاية فارسية ترضع إيران من آبارها، وينهب عملاؤها ميزانياتها، ويقتل العرب فيها بعضهم بعضًا؟ ومن سلم مفاتيح عاصمة الخلافة الأموية إلى طهران وموسكو وجنوب بيروت، وأحرق الحرث والنسل، وقتل وهجّر الملايين، وباع الأرض قواعدًا وإقطاعيات لروسيا وإيران؟ ومن أضاع اليمن السعيد، وشتت أهله، وسلمه لقمة سائغة للفرس وأذنابهم؟ ومن حوّل شمال إفريقيا إلى مصدّر للجاليات المضطهدة ولاجئي القوارب في أوروبا وغيرها؟ ليس لدول الخليج دور في ذلك، ولولاها لكان الحال أسوأ وأردى.
قلت للنخب العربية التي حاورتها: لانتدخل في شئونكم فأنتم أدرى بأحوالكم. نعين ونساعد ما استطعنا، ونشير ذا استُشرنا، ونقف معكم إذا طُلبنا. ولكن حذاري أن تبحثوا عندنا عن علّاقة لأخطائكم ومغسل لذنوبكم وتبرير لجرائمكم في حق شعوبكم وأنفسكم. حذارى أن تتدخلوا في شئوننا أو تطمعوا في كنوزنا أو تصدروا مصائبكم وفتنكم إلينا. فابن الصحراء الذي حكم الأرض ولم تحكمه يحمل في يد دلة وفي الأخرى سيف أملح. إن أحسنت وتأدبت ضيفّك وأكرمك .. وإن تجاوزت وتعديت قطعك .. والخيار في الحالتين لك!
وهل كان لبترولك قيمة من دون الحرب مع اسرائيل نعم وقف فيها رحمة الله عليه الملك فيصل وقفة حاسمة هل نسيت حرب الخليج واحتلال الكويت للزمن نوائبه يا دكتور ولا تعجبنى نبرة التعالى فى كلماتك فليس بين الاخوة حساب هكذا تربينا ويوم لك وايام عليك مع خالص تمنياتنا واطيب دعواتنا للعالم العربى اجمع بالخير والسلام