عندما يبدأ الإنسان في رحلة حياته منذ ولادته وحتى الوفاة لايتوقف أبدًا عن التعلم، فكل يوم يمثل مغامرة وتجربة جديدة تضيف له رصيدًا جديدًا من الإمكانيات، فمنذ ولادة الجنين وأثناء مراحل نموه العمرية يمر في كل مرحلة بخبرة جديدة حتى يصل لسن السابعة، ويصبح مستعدًا لمغادرة عشه الآمن، وبدء رحلته التعليمية، واندماجه في المجتمع المحيط، ويتدرج من مرحلة إلى أخرى حتى يصل للمرحلة الجامعية وهي تعتبر كحد أدنى للتعليم الجيد، فتبدأ من بعدها مرحلة البحث عن الوظيفة وتحقيق الاستقرار المادي، ولكن كثيرًا ممن يتخرجون يصطدمون بعائق هائل يقف حاجزًا أمام طموحاتهم وتطلعاتهم للمستقبل، ألا وهو شبح الخبرة، فقد كانت الطالبة ( س ) مجتهدة طوال فترة تعليمها، وتتنقل من مرحلة إلى أخرى مكللة بالتفوق والنجاح حتى تخرجت من الجامعة بمعدل مرتفع، وكان من متطلبات وظيفة التعليم أن يكون المتقدم لها تربويًا أي أن تدرس الدبلوم بعد الجامعة لمدة سنة لتصبح تربوية، وكانت في تلك الفترة متزوجة حديثًا، فواجهت عدة تحديات للتوفيق مابين الاثنين، ولكنها وبجدارة أنهت هذه السنة بكفاءة، فشعرت بعدها بالحرية وتذوقت حلاوة الإنجاز، ولكنها لم تلبث طويلًا وبدأت تشعر بالملل والركود وبحاجتها لتحقيق ذاتها وطموحاتها، لذلك قررت أن تتخذ خطوة للأمام وتفعل شيئًا يعيد لها همتها وعزيمتها، فأعدت سيرة ذاتية لإنجازاتها واتجهت لعدة مؤسسات تعليمية، ولكنها كانت تتفاجأ برد واحد فقط ” هل عندك خبرة ؟ حطي السي في وبنكلمك ” لقد تبددت أحلامها بتلك العبارة، وبدأت تشعر باليأس والحزن لكل تلك الليالي التي سهرتها لتحقق أعلى الدرجات وأن حصادها طوال تلك السنين قد ذهب أدراج الرياح، فلكم أن تتساءلوا من أين سيكتسب حديث التخرج تلك الخبرة المزعومة كيف له أن يصقل مهاراته وأمامه حاجز هائل يمنعه من المرور، لقد كانت الشركات في السابق توظف خريجي الثانوي والمتوسط، ولكنهم كانوا يثبتون جدارتهم في الميدان وقد وصلوا لأعلى المراتب بالتجربة، واكتساب الخبرة عمليًا وأتيحت لهم الفرص لاحقًا لتطوير أنفسهم من خلال البعثات والدورات فأبدعوا وحققوا أروع الإنجازات، قد يكون هذا الخريج الجديد عديم الخبرة، ولكن لديه من المؤهلات الممتازة مايجعله يبتكر طرقًا أفضل لإنجاز العمل تفضل ممن لديه خبرة عشرات السنين، ولكن لم يتح له أحد الفرصة لتحقيق ذلك بحجة الخبرة ….
2
رائع جدا وواقعي ??
الشركات والمؤسسات والمحلات التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها تطبق السعودة في العمل أو حتى جزءاً منها تكذب على الجهات ذات العلاقة التي لا تتابع هي بل تقتصر على تنفيذها على الورق ثم إن موضوع الخريجين يعتبر من المواضيع التي تتجدد في السنة مرتين وهذه الشركات تقوم بتشغيل الأجنبي بحجة أنه لا يشترط راتب معين وبالتالي البلد يعج بالعمالة والشباب يبحث عن فرص عمل ولا يجد لأن الشركات تضع حواجز تؤدي بعدم قبولهم وإن حصل فبرواتب زهيدة ويشترطون تارقت معين لرفع الراتب وهكذا تستمر المعاناة وبالذات مع الشباب الذكور .
شكراً على طرح الموضوع فهو شغل المجتمع الشاغل بأبنائه بما فيهم من عاد من الابتعاث .