المقالات

هل قتل المسلمين هي الخلافة المنشودة ياأوردغان؟

الإسلام جاء رحمة للعالمين، جمع بين الأمم للعيش تحت العبودية لله تعالى، لافرق فيما بين المسلمين، كلهم كأسنان المشط.
لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وترك المسلمين على المحجة البيضاء، فعلى نهجه سار الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ثم التابعون من بعدهم.

لقد اتسعت دائرة الإسلام بعلماء الأمة الذين قاموا بخدمة الإسلام تدريسًا وتأليفًا، فبلغت الأمة مبلغ الكمال في العيش مع غير المسلمين تحت رابطة احترام الإنسانية.

وما أن ضعفت هممهم، دخلت القوميات في نفوسهم، فصار الكل ينظر إلى بني جلدته دون النظر إلى صفوة العقيدة التي طهرتهم من الدرن إلى نظافة القلوب واطمئنان النفوس.

جاءت الجماعات والتنظيمات كل تدعي أنها على الصراط المستقيم، وتسعى لإقامة الخلافة، لأن المسلمين لابد من خلافة يلتفون حولها.

فهذه الجماعات والتنظيمات التي نراها اليوم، من يصدق على أنها جماعات تجمع المسلمين للعمل بما يحقق السلام ؟ فمن لايؤمن بمبادئها فهو في مفهومها لفي ضلال مبين.
إن من الأحزاب التي تدعي إعادة الخلافة (حزب العدالة والتنمية) في تركيا التي يرأسها الرئيس التركي رجب طيب أوردغان.
المتأمل لشخصية أوردغان يجد أن أوردغان أدرك جيدًا أن تركيا لما دخلت في العلمانية بعد سقوط إسطنبول على يد أتاتورك، وتحويل العاصمة من أسطنبول إلى أنقرة أن من يحملون الفكر الإسلام السياسي همهم إعادة الخلافة، ففتح الأبواب للمتشددين بالدخول في تركيا وإيوائهم، بل إقامة الهيئات والمنظمات الداعية إلى الفكر الإخواني في تركيا.

ولما وقع الحرب السوري كانت تركيا هي المنفذ للإرهابيين الذين دخلوا إلى الأراضي السورية للتدرب على إقامة العمليات الإرهابية في بلدانهم بعد العودة إليها.
وهاهو أوردغان اليوم يعلن الحرب على سوريا مستعملًا جميع الأسلحة المبيدة للشعوب بدعوى التصدي للعدوان الكردي على تركيا، وكذلك الجماعات الإرهابية الموجودة في سوريا.
فمن الذي فتح الباب للجماعات الإرهابية الدخول في سوريا؟، سمعنا علماء وهم ينادون بالجهاد إلى سوريا وهم يحتضنون في تركيا برعاية كريمة، يعقدون فيها اجتماعات سنوية.

فإذا كان أوردغان اليوم يريد أن ينافس الغرب في القوة والغطرسة فلماذا لا يواجههم بالقسوة والغلظة ؟ نراه يجري وراءهم دائمًا للدخول في الاتحاد الأوروبي، وبعد الرفض يأخذه الغضب ولايجد طريقًا لإطفاء نار غضبه إلا إبادة الشعب السوري.
وينطبق عليه قول الشاعر:
أسد علي وفي الحروب نعامة ## فتخاء تنفر من صفير الصافر،
ينبغي للمسلمين أن يدركوا أن تركيا وإيران تشكلان خطرًا على وحدة الأمة، فتركيا آوت التنظيمات التي تدعو إلى التطرف وعلماء التطرف الذين هم يحرضون الشباب على نشر الكراهية والتكفير بين الناس.
وإيران تقوم بتقسيم العالم بمليشياتها في العراق، ولبنان، واليمن، وسوريا.
فهما توأمان في التخريب والتدمير، ونرى ذلك اليوم في تماديهما على العدوان للمنطقة، وعدم الانصياع للقرارات الدولية التي تدعو إلى احترام الإنسانية.

إنها ليست خلافة لأوردغان، بل طغيان وعدوان وظلم مبين.

———————-
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي

شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button