عندما تعرضت منشآت المملكة العربية السعودية النفطية قبل عشرين يومًا لاعتداءات غادرة وهمجية من قبل العدو الإيراني وأذنابه في المنطقة، اتجهت أنظار العالم أجمع صوب المملكة العربية السعودية وردة فعلها تجاه هذا العدوان، كيف لا وهو يمس عماد اقتصادها الحيوي.
هنا لابد لنا من الوقوف احترامًا وتقديرًا لقرار الرياض بعدم الاندفاع لرد قوي على المعتدي، رغم قدرة المملكة العربية السعودية البشرية والعسكرية على ذلك، فلديها العدد والعدة القادرة بحول الله على ردع من تُسوّل له نفسه المساس بأراضيها، ولكن عُرِف عن المملكة ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه البررة ملوك الدولة من بعده الحِكْمَةَ والأناة في اتخاذ القرار.
قال تعالى:(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) صدق الله العظيم.
فالمملكة العربية السعودية لن يُفرض عليها مواجهة، بل هي من يختار الزمان والمكان، وهذه طبيعة الدول الكبيرة، وهذا ماجعل أعداءنا في حيرة من أمرهم، زادهم خوفًا وهلعًا، وأدخل الرعب في قلوبهم مع احتفاظ المملكة بحقوقها كاملة في الدفاع عن نفسها، وهذه في نظري أقوى من الرد العسكري المتسرع، وفعلًا الحلم والصبر شجاعة لا يملكها سوى الواثق من نفسه وإمكانياته وقدراته.
حمى الله بلادنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، وحفظ ملك الحزم والعزم وسمو ولي عهده، ودمت ياوطني شامخًا ابيًا على مدى الزمن.
بلادي هواها في لساني وفِي دمي
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي،
ولا خير في من لايحب بلاده،
ولا في حليف الحب إن لم يتيم.