لا تزال الصدمة وحالة الإنكار هما المسيطران على الطغمة الحاكمة والمتحكمة من ورائها في العراق ولبنان ؟ المتشبثون بالسلطة يدَّعون أنهم لا يملكون عصا سحرية ! هذا التبرير الساذج يعكس كم من السياسات الفاشلة والوقت الذي أهدر للوصول لهذا الوضع المأساوي فضلا عن طبيعة العقلية للطبقة الحاكمة و إفلاسها في مواجهة التحديات والاستحقاقات و مدى شعورها بالعجز في التخلي عن السلطة من جانب و الانهزامية في النهوض بتبعاتها وتكاليفها من جانب آخر ؟!
أحرار العراق ولبنان لم يطالبوا السياسيين بعصا سحرية ولم يخرجوا ليُستهزئ بهم ويُسخر منهم ولكنهم طالبوا بمواقف على مستوى المسؤولية و تفسير موضوعي لحالة الفشل المتكرر وتراكم المشاكل وسرقة الثروات و هدر المقدرات وحرمان الشعبين من حقهما في الحد الأدنى من الحياة الكريمة سواء في العراق منذ 2003 ومنذ ثلاثين عاما في لبنان ؟
لم يأخذ القابضون على مقاليد الحكم في العراق أولبنان فرصة لإعادة التفكير ومراجعة النفس و استسهلوا المسارعة إلى تخوين المعارضين و التشكيك في نوايا المتظاهرين وتنميطهم بشكل شيطاني تبريرا لعزلهم عن المجتمع وتجريدهم من إنسانيتهم وسلبهم أي حقوق كمواطنين تمهيدا للتنكيل بهم ؟! هكذا كان الحل ولا يزال في نظر من أعمتهم السلطة و أغواهم الفساد ورأوا أنفسهم فوق القانون وأن بقاءهم لابد أن يكون بالضرورة على حساب حياة العشرات أو المئات أو الآلاف من الشعب !
لم يخرج المتظاهرون للشوارع إلا وقد تملكهم الشعور بالإحباط سواء من إمكانية إحداث تغيير أو إصلاحات جوهرية في منظومة الحكم أوالطبقة الحاكمة أو النظام الطائفي الذي يفرض الوضع الراهن باعتباره أمرا واقعيا ؟! كما أن تحركهم برهن لهم على عدم توفر الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية لدى المسؤولين الذين انشغلوا بالالتفاف على حراكهم أكثر من تقديم حلول لمشاكلهم رغم أنهم سارعوا في البداية للاعتراف بحقهم في الخروج و التظاهر من أجل حقوق مشروعة ثم سرعان ما انقلبوا عليهم و بدأوا يناصبونهم العداء باعتبارهم خونة وعملاء!!
الخونة والعملاء هم الذين أوصلوا الأوطان لهذا الحضيض