تشهد السعودية عصرًا جديدًا في صناعة السياحة تحقيقًا لما قررته رؤية 2030. التي أزاحت الستار عما تكتنزه المملكة من مواقع، ومعالم تاريخية،ووجهات سياحية تضم العديد من المناطق الساحلية الخلابة والمناطق التراثية المتميزة، ما من شأنه الدفع بالسعودية إلى أن تكون واحدة من نقاط الجذب السياحي والترفيهي في غضون سنوات قليلة.
ويمثل قطاع السياحة أهمية كبرى لتنمية الاقتصاد المحلي في تنويع مصادر الدخل، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بشكل سنوي، كونه ينتمي للقطاع الأساسي الثالث في الاقتصاد، وهو قطاع الخدمات، بالإضافة إلى ذلك دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ لتوليد الوظائف في هذا القطاع.
ومنذ إطلاق الرؤية توالت إعلانات السعودية عن مشاريع ضخمة في القطاع السياحي، ففي أبريل الماضي رفُع الستار عن أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، “مشروع القدية” الذي سيكون عاصمة الترفيه المستقبلية في السعودية، بالإضافة لمشروع سياحي عالمي في المملكة تحت مسمى مشروع “البحر الأحمر”، على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، وغيرها من المشروعات التي سوف تتيح فرصة استكشاف طبيعة المملكة من جزر وسواحل وبراكين خاملة، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية والآثار القديمة.
وحتى نجني ثمار هذه المجهودات العظيمة، فنحن بحاجة إلى عمل في غاية الأهمية، ربما غفلنا عنه، في زحمة العمل والتخطيط، هذا العمل سوف يساهم في نجاح هذه المشروعات، وله مردود ربما غير منظور من قبل البعض، فرغم أهمية العائد على الاقتصاد السعودي، وإيجاد فرص العمل لأبناء وبنات الوطن، إلا أننا بحاجة لتفعيل ثقافة الضيافة بمفاهيمها العالمية.
صحيح أننا شعب مضياف منذ قرون، فالرفادة والسقاية وإكرام الضيف كانت من أهم أخلاق وقيم أبناء هذه الوطن المعطاء، بل ومن أولوياته اليومية، والتاريخ يحمل الكثير من القصص والنوادر التي سطرها أهل هذه الأرض في إكرام الضيف وحسن التعامل معه، لكن الاتكاء على التاريخ وحده لا يكفي، فالعيون ترصد، ووسائل التواصل تنقل.
لذا نحن بحاجة لاستثمار وجود الزوار أو السياح الأجانب بيننا، والظهور بالمظهر اللائق بنا، فكل ما لدينا جميل، حاضرًا وماضيًا، لكنه كان مغيبًا عنهم، وأتتنا فرصة ذهبية لتغيير الصورة الذهنية وحتى تلك الصورة النمطية التي رسمت عنا ومرسها الإعلام الغربي، وأصبحت صفة تلازمنا، وتثقل كواهلنا، وحان الوقت لتغييرها عبر طرف ثالث محايد أو هكذا يفترض فقد رأى الصورة ونقيضها، فنحن مطالبون بتقبل الآخر وتفعيل ثقافة الضيافة، واحترام الضيوف، وعدم الاستخفاف بهم، وممارسة سلوكيات غير لائقة، تهدم كل ما سبق.
وقفة:
إن لم تكن مثلي لا يعني أنك لا تستحق الاحترام، والعكس صحيح.
إذًا نحن بحاجة ماسة إلى إدراج مادة الأخلاق في مناهجنا الدراسية أحد فصولها ثقافة الاختلاف، والاحترام.