يقول الدكتور إسماعيل عبد الرحمن، الأستاذ بجامعة الأزهر: “إن الإسلام هو الدين الخاتم الذي اختاره الله -عز وجل- للبشرية منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم حتى قيام الساعة؛
ويرى الباحث أن علاج ظاهرة التكفير والغلو في الدين يأتي على مرحلتين:
المرحلة الأولى تتمثل في التحذير من الغلو في الدين وبيان صفة الخوارج والتكفيريين.
أما المرحلة الثانية:
فتتمثل في تصحيح فكر المغالين والمتشددين والتكفيريين وتصويبه.
إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
ولمّا كانت تجتاح عالمنا اليوم ظواهر مختلفة، متعددة، متلونة، ليس على المستوى السياسي، فحسب، بل كافة المستويات.
هذه الظواهر تتمثل في اجتياح الفكر والجسد.
وقد رأيت أن أسميها بالأفاعي المنسدلة؛ لأنها قد استوطنت بعض العقول، واستقرت في أماكنها، واسترخت على أريكة أمنها.
الأفاعي المنسدلة تتغذى من خيرات البلاد، ومن ثمّ تعيث فيها الفساد.
أفعى بلون العنصرية تمزق جسد المجتمع بالتعنصر، والتفاضل النسبي والقبلي؛
وأخرى بالطائفية لإعلاء شأن مذهب على آخر؛
ومنسدلة أخرى تكفّر، وتنفّر، وأنها وصية على أفعال العباد، في الفعل والاعتقاد.
استمرأت أفعالها، فطال لسانها، وكشرت عن أنيابها، وغرزتها في جسد الأمة.
هذه الأفاعي المنسدلة التي تتخذ من الكتاب حينًا ملاذًا آمنًا لبثّ سمومها، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربما المنابر حينما تعنّ لها الفرصة؛
أو أصوات ناعقة هنا وهناك تحمل في طيات قلوبها الحقد والضغينة.
لن تموت هذه الأفاعي وتقطع رؤوسها إلا بمعرفة روافد، ومصادر غذائها، وردم جحورها، ونزع أسنان سميّتها؛
مازال مجتمعنا بين يوم وآخر يعاني من ويلاتها، ومساجدنا لم تنسَ عذاباتها؛
تعددت ألوان وأشكال هذه الأفاعي، شديدة السميّة، رغم أن الدولة تقض مضجعها، وتهدم جحورها، إلا إنها مازالت تنسدل بيننا، طالما لم نجتث مصادر حياتها، وروافد بنائها، ومنابع غذائها؛
المسؤولية ليست مسؤولية سلطة ودولة، فحسب، بل مواطن يملك الوعي والفكر، والحدس، لِيُسْهِمَ في القضاء، قبل أن يمتد البلاء.
دمت ياوطني بخير، وكفيت شرّ الغير، وأُعنتَ على اجتثات الإرهاب، والتكفير.
0