المقالات

(ذوو الإمكانات الذهبية) “نماذج متألقة”

“الإعاقة طاقة إرادتي، سأتحدّى بها إعاقتي، أنا معكم فكونوا معي”.

يصادف يوم 3 ديسمبر كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع، من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية”.
وهذا العام يوافق يوم الثلاثاء1441/4/6هـ، الموافق 2019/12/3م.
وانطلاقًا من مبدأ المشاركة المجتمعية، والمسؤولية الثقافية فإن مشاركة هذه الفئة احتياجاتها، واهتماماتها، ونجاحاتها يُعدّ واجبًا وطنيًا، على المستويين الرسمي والمدني.
“وذوو الاحتياجات الخاصة هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى معاملةٍ خاصةٍ للقدرة على استيعاب ما يدور حولهم؛ بسبب إصابتهم بنوعٍ من الإعاقات التي تعيق قدرتهم على التأقلم مع الأمور كما هم الأشخاص الأصحاء، ولا يستطيع هؤلاء الأشخاص التعلّم في المدارس العادية، وإنما يحتاجون إلى أدواتٍ خاصةٍ وطرق خاصة تتناسب مع قدراتهم”.
فالمعاقون يُدرجون كفئةٍ من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.”
“والتربية الخاصة هي تربية وتعليم الأفراد الذين لا يستطيعون الدراسة في برامج التعليم العام (العادي) دون تعديلات في المنهج أو الوسائل أو طرق التعليم أو مراعاة ظروف العجز لدى الفرد ”
ولمّا كانت “المملكة طرفًا في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري في 2008م، وهي من اتفاقيات الأمم المتحدة الرئيسة لحقوق الإنسان. وتعمل الجهات المختصة على تقديم الخدمات لذوي الإعاقة في جميع المجالات للإسهام في تنمية قدراتهم، واندماجهم بشكل طبيعي في مختلف نواحي الحياة العامة، وتقليل الآثار السلبية للإعاقة.”
ولذا: فإن المسؤولية التربوية والتعليمية تتضاعف بجهود أفرادها؛ لتقديم مايليق بهم من خدمةٍ، وأداءٍ يحقق الأهداف، ويرتقي بالطموحات، ويسمو بمكانة هذه الفئة علميًا واجتماعيًا.
وقد بذلت الدولة كافة الإمكانات، من أجل هذه الفئة، وضمنتهم في نظام حقوقي لهم، إذ ورد في المادة الثانية منه”تكفل الدولة حق المعوق في خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية في مجال الإعاقة، وتقدم هذه الخدمات لهذه الفئة عن طريق الجهات المختصة.”
وفي التعليم تمّ دمجهم مع الأسوياء، لتضييق فجوة القصور الجسدي والعقلي، والنفسي بينهما، مما انعكس إيجابًا على أدائهم، ومشاعرهم، ورفع سقف طموحاتهم، وتحقيق آمالهم، ولعل هنا مايؤكد ذلك، إذ نبغ منهم نوابغ، كسروا حاجز الإعاقة، وحققوا نجاحات مميزة بما يملكون من طاقة إيجابية، فارتقوا سلّم التميز، وسجلوا مواقف لها من العطاء والأداء ما يسجل لهم في تاريخ الإرادة والطموح تفوقًا وتحديًا، وإثبات قدرةٍ، وتغييب صفة العجز والقصور؛
ونذكر من هذه النماذج – على سبيل المثال لا الحصر- على المستويين الوطني والعالمي؛
ففي الطائف هناك نماذج مشرّفة لتحدي الإعاقة، وتحقيق بطولات، نذكر منهم:
*خالد عبدالرحمن الزهراني (شلل دماغي) والذي فاز بميداليتين ذهبيتين في إحدى بطولات المملكة في الكرة الحديدية، ورمي الصولجان-ألعاب القوى للشباب-.
*علي عبدالله الدوسري(إعاقة بصرية) حصل على الذهبية في إحدى بطولات الممكة للإعاقة البصرية.
*عبدالله عتيق السواط، (إعاقة حركية)، الفضية في إحدى بطولات المملكة لألعاب القوى.
ومن محايل عسير:
الطالبة(حنان احمد محمد مروعي)
١٤٣٩هـ.
(المسار البصري )
‎جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم
على مستوى إدارة تعليم محايل عسير.
والطالبة(يناء إبراهيم أحمد عسيري )
جائزة التفوق العلمي والإبداع للشيخ محمد بن صالح، لذوي الاحتياجات الخاصة (المسار الفكري )1439هـ.
على مستوى الوزارة.
وآخرون من مناطق المملكة:
‫* طارق الحسين الحميدي شاعر ومثقف ومبتكر:‬
‫مثّل الوطن بالكشافة البحرية بمصر، وحصل على وسام التميز الكشفي البحري بها، ويعمل حاليًا فني ورشة أجهزة دقيقة.‬
*وفاء العبيدي.. أول معاقة سعودية تحلَّق بالطيران الشراعي:
(إعاقة حركية) تحقق حلمها في التحليق بواسطة الطيران الشراعي، والقيام بجولة فوق سماء مدينة الرياض.
*عمار بوقس قاهر الإعاقة:
(شلل دماغي، وارتخاء عصبي)
تخرج من الجامعة بمرتبة شرف، ثم العمل صحفيًا في صحيفة عكاظ السعودية.
*المبتعث السعودي المعاق شاهر عايض المرزوقي:
ابتكر جهازًا يساهم في تطوير صناعة الأذرع الصناعية، التي تعمل على إكمال دائرة نقل المعلومات من الدماغ إلى اليد لتحريكها، ومن اليد إلى الدماغ، كإشارات حسية لتسهيل التحكم في الذراع.
والوطن العربي:
*د.عزيزة عبد الستار حمزة, رئيس قسم طب الأسنان، مدير مستشفي السويس العام السابق؛
حصلت على لقب الأم المثالية لمتحدي الإعاقة علي مستوي الجمهورية وتم تكريمها أمًا مثالية على مستوى الجمهورية في 21 مارس 2018 من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
*فارسة أصحاب الهمم الإماراتية فاطمة البلوشي
رغم إصابتها بشلل الأطفال، فلقد حرصت فاطمة البلوشي على تحقيق حلمها وجسدت نموذجًا للعزيمة والإرادة، ولم تكتف بركوب الخيل فقط، فلقد عرفت بمشاركاتها المميزة في الأعمال الخيرية والمجتمعية الميدانية بالتنسيق مع المؤسسات المختصة.
*والناقد، الأديب، والمفكر المصري طه حسين، عميد الأدب العربي، الذي أصيب بالعمى خلال طفولته ولم يستسلم بل استغل براعته في الكتابة خاصة في مجال كتابة السيرة الذاتية ومن أشهر كتبه كتاب “أيام” الذي تناول خلاله مختلف مراحل حياته.
وآخرون، عالميون:
*. لودفيج فان بيتهوفن من أعظم الملحنين في العالم، أصيب بالصمم إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة أعماله الموسيقية المميزة التي خلدها عبر التاريخ.
*أما العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ فقد كان يعاني من مرض العصبون الحركي الذي سبب له شللًا تدريجيًا وصل لحد الشلل الكامل، وبالرغم من معاناته مع المرض إلا أن إنجازاته وصلت لمختلف أنحاء العالم فلقد حارب المرض لآخر لحظات حياته ولم يستسلم أبدًا.
أما على المستوى الجماعي فقد فاز وتوّج المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم للإعاقة الذهنية للمرة الرابعة على التوالي، 2018 وذلك بعد فوزه على منتخب الأرجنتين بنتيجة 2ـ 0 في المباراة النهائية للبطولة المقامة في السويد؛
إنجاز فردي وجمعي، استثمر الطاقة، وتحدى الإعاقة، فأكد على تجاوز العائق النفسي والجسدي، حضورًا محليًا ودوليًا؛
هذه النماذج المشرقة، التي أضاءت ماحولها بأفعالها، بعد أن فقدت بعض إمكاناتها الجسدية أو العقلية، فتحدت القصور بالإرادة، والإخفاق بالنجاح، فلونت سجل التاريخ بمدادٍ ذهبي، ليكون حافزًا للتحدي، وأنموجًا للعطاء، ومشاركةً للأسوياء، سواء بسواء؛
دامت الصحة لأهلها تاجًا على رؤوس الأصحاء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button