المقالات

عبد الفتاح أبو مدين العصامي الذي أوصله طموحه إلى القمة

ة** قرأت خبر وفاة الأستاذ الكبير خَلقًا وخُلقًا، بعد عمر طويل وحافل بالإنجاز الأدبي، والفكري، والثقافي، والإعلامي إذ يعتبر أحد رواد العطاء الأدبي، وما تفرع عنه من نشاطات طوال ما يقرب من تسعة عقود، نسأل الله أن يكون ممن طال عمره، وصلح عمله، وقد قدر لي أن أكون قريبًا منه على مدى عقود يوم كان صاحب مجلة الرائد وأحد مؤسسي صحيفة الأضواء، كان ذلك قبل أكثر من ستين سنة في دار الأصفهاني للطباعة بطريق المصادفة عندما كنت عاملًا في الدار الرائدة، وكان هو يوالي إشرافه ومتابعته بحرص دؤوب لكي تخرج الرائد بالمستوى الذي يرضى عنه، وأشهد الله أني تعلمت منه الكثير، وأعجبت بعصاميته وتجربته الثرية سواء بقربي منه أو بقراءاتي لإبداعاته المتميزة، وبخاصة كتابه القيم “حكاية الفتى مفتاح ” وكتابه “أمواج وأثباج”، ومقالاته الدسمة في أكثر من صحيفة، وما أنجزه من تفوق في إدارة نادي جدة الثقافي على مدى عقود ثم لما ترأست نادي الباحة الأدبي وجدته كما عهدته المعيا في الموهبة ورائدًا في الإدارة، وهو الذي صنع مكانته بعون من الله في الوسط الاجتماعي بعروس البحر الأحمر، بل في كامل الوكن، وعلى الرغم من جهاده الفكري وثقافته العميقة كان تواضعه وتلطفه ومنطقه الراقي يسترعي انتباه الناس الذين يتعاملون معه وأنا أحدهم، فهو والحق يقال إنسانًا نبيلًا يحسن التعامل مع من حوله، وقد أخذ بأيدي مجموعة من الشباب عندما استقطبهم ليعملوا معه في مجلته التي لم يقدر لها أن تعمر كثيرًا بعدما صدر نظام المؤسسات الصحفية عام ١٣٨٣ هجرية، ومنهم الأستاذ عبد العزيز الفرشوطي من أبناء تبوك والأستاذ حمدان صدقة يرحمه الله من مدينة جدة، كل ذلك وغيره مما يتعلق بتأليف الكتب وادارة مؤسستي عكاظ والبلاد، إلى أن أجبرته الشيخوخة على البقاء في داره بجدة !!
وإني لأسأل الله أن يدخله فسيح جناته، وأن يرحمه رحمة الأبرار، فقد كان عملاقًا في الرجولة واللطف والمعرفة والتأدب .. وعزائي لأبنائه وأسرته وأقاربه .. وإنا لله وإنا إليه راجعون !!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button