د. عبدالله العساف

الرياض تصنع المستقبل

يمكن النظر لرئاسة السعودية لقمة العشرين بأنها حدث تاريخي، لن يتكرر إلا بعد سنوات؛ لذا يجب علينا العمل على نجاحه أولًا ثم استثماره كحدث عالمي يحظى باهتمام ومتابعة ومراقبة خاصة، بالإضافة إلى الحضور الكبير المتوقع من الزوار وممثلي الإعلام العالمي، بكافة قطاعاته، فضلًا عن الوفود الرسمية وضيوف الشرف.

فرصة عظيمة أتت إلينا بجهود ومتابعة وإنجازات وطن جعل العالم يعترف له بمكانته المرموقة بين الأمم، وبموقعه كحجر الزاوية في البناء السياسي والاقتصادي على خارطة الجغرافيا، ليحفر بخطوط من نور تاريخه، وهويته، وحاضره ومستقبله.

وهذا بلا شك يتطلب منا العمل وفق محورين رئيسيين، الأول حول متطلبات الاستضافة والأعمال اللوجستية، واحتياجات الوفود من مختلف الدول الأعضاء، والأهم معرفة ثقافتهم، وكيفية التعامل معهم وفقها، وتوفير احتياجاتهم، وصناعة برامجهم، واختيار المرافقين والعاملين بشكل عام بعد إخضاعهم  لدورات مكثفة من فنون التعامل، وأهمية ذلك على سمعة المملكة والمكاسب المنتظرة، مع التأكيد على رفض وعدم قبول الخطأ والتقصير، وأن يكون هذا الفريق سعوديًا، وإن كان تحت إشراف خبرات دولية، حتى نؤسس ونوطن لهذه الصناعة التي سنحتاجها لمناسباتنا القادمة.

المحور الثاني، علينا أن ننظر لقمة العشرين بنظرة بانورامية تخرجها من محيطها الاقتصادي، إلى مجالات أخرى من بينها مناقشة جوانب سياسية وبيئية وإنسانية، تهم العالم أجمع، وهذا يستلزم صناعة أجندة القمة وبرامجها لخدمة هذا المحور البالغ الأهمية، فالسعودية بوصفها رائدة العالم العربي والإسلامي ستكون هي المتحدث الرسمي باسمهما، وستحقق لهمامن الاهتمام والاستماع والمتابعة ما لم يحققه أي مجهودسابق في إسماع العالم صوتهم وقضاياهم، والبحث عن حلول جذرية لها.

رئاسة قمة العشرين لها مكاسب متعددة ومتنوعة، وكل واحد ينظر لها من زاويته والخاصة، وأنا كذلك أنظر إليها من زاوية غاية في الأهمية، تدفع الدول مقابلها لشركات العلاقات العامة مئات الملايين من أجل العمل عليها، ونحن أتت إلينا على طبق من ذهب، بجهود تذكر وتشكر لسمو ولي العهد، ولذا فهي فرصة سانحة لتعريف دول العالم بهويتنا، ومواقفنا الكثيرة المشرفة في جميع المجالات، فالعالم سمع عنا ولم يسمع منا، وقرأ عنا، ولم يعش الحقيقة معنا، علينا أن نحسن استثمارها إذا أردنا العبور إلى عالم جديد نتجاوز فيه أخطاءنا وأخطاء غيرنا علينا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button