المملكة العربية السعودية استطاعت خلال الخمس سنوات الماضية تحقيق نجاحات وإنجازات غير مسبوقة في جميع المجالات؛ بالإضافة إلى التحولات والتغييرات الجديدة في المجتمع السعودي بعد الإعلان عن رؤية ٢٠٣٠، واتجاه المملكة نحو مستقبل جديد في كافة المجالات، وحصلت المرأة السعودية على حقوقها مثل: حقها في قيادة السيارة والعمل في كافة مؤسسات الدولة، وغيرها من الحقوق التي لم تحصل عليها المرأة السعودية في الماضي، لكن اليوم إيمانًا من القيادة السعودية بدور المرأة في نجاح المجتمعات، شاركت المرأة السعودية في كافة القطاعات والمؤسسات، وساهمت مع الرجل في إنجاح رؤية ٢٠٣٠ التي تشمل رؤية جديدة وتطوير شامل لكافة مؤسسات الدولة؛ بالإضافة إلى الثقل السياسي والاقتصادي للسعودية، وأصبح العالم يعرف أن السعودية لها تأثير كبير سواء سياسيًا أو اقتصاديًا؛ بالإضافة إلى دورها في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
السعودية هذه الأيام تشهد الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود زمام الحكم خلفًا للملك عبدالله -رحمه الله- وبلاشك تعتبر فترة حكم الملك سلمان للسعودية من أفضل الفترات في تاريخ المملكة؛ حيث شهدت المملكة تحولات غير مسبوقة، وترأست السعودية عددًا من القمم الكبرى التي تخص عددًا من القضايا الهامة، والتي تؤثر على أمن واستقرار الشرق الأوسط بالإضافة إلى التحالفات التي شكلتها السعودية للحفاظ على الأمن القومي العربي، وأمن الخليج، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، وباب المندب، ومياه الخليج، وفي المجال الاقتصادي نظمت السعودية منتدى دافوس الصحراء، وحضره عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية الدولية ورجال الأعمال الذين أشادوا برؤية المملكة ٢٠٣٠ والفرص الاستثمارية الجديدة في السعودية، وهذا المنتدى كان سببًا في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة وأيضًا سوف يعقد اجتماع دول مجموعة العشرين القادم في السعودية برئاستها، وهذا نجاح كبير للمملكة التي تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، ولاتلتفت لكل من يحاول عرقلتها وتعطيل مسيرتها للسير نحو مستقبل أفضل لها وللشعب السعودي.
ماتشهده المملكة العربية السعودية من نجاحات وإنجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحتاج إلى إعلام يواكب هذه التحولات، ورؤية ٢٠٣٠ والإعلام السعودي في الخمس سنوات الماضية كان له تأثير كبير في الإعلام العربي، وصناعة الإعلام في الوطن العربي، واستطاع الوقوف في وجه مشروعات إعلامية أخرى كانت تهدف لهدم وتخريب دول المنطقة، وأنا واحد من المتابعين لوسائل الإعلام السعودية، وأتابع دائمًا نجاح وتطور الإعلام السعودي والنقاشات القائمة حول ضرورة مواكبة الإعلام للعصر الرقمي، وسعيد جدًا بفكرة إقامة منتدى الإعلام السعودي لأول مرة في المملكة هذا العام؛ لأن الإعلام العربي بحاجة إلى أن يستفيد من نجاح وسائل الإعلام السعودية، ويحدث التواصل بين الصحفيين والإعلاميين العرب من خلال هذا المنتدى؛ بالإضافة إلى تكوين شراكات إعلامية يكون لها تأثير إيجابي على المواطن العربي، وتساهم في تثقيفه وتوعيته، ومواجهة الأخبار المضللة، والأكاذيب والشائعات في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر فيها الشائعات والأكاذيب كالنار في الهشيم بهدف هدم الدول ونشر الإرهاب.
منتدى الإعلام السعودي عُقد في عاصمة الإعلام العربي الرياض، عاصمة مملكة الحزم والعزم، والتي تقف شاهدة على العصر بعد أن كانت مدينة متوسطة يقطن بها ٢٠٠ ألف نسمة، أصبحت من أهم العواصم في العالم، والأسرع نموًا، والأكثر زيارة من السياح من جميع أنحاء العالم؛ وذلك بفضل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي كان أميرًا للرياض لمدة خمسين عامًا، وهو الذي ساهم في نجاح الرياض التي أصبحت قبلة للإعلام العربي اليوم، واستضافت أكثر من ألف إعلامي من جميع أنحاء العالم في منتدى الإعلام السعودي الذي ضم أكثر من ٥٠ جلسة حوار وورشة عمل و١٠٠ متحدث ومحاور، وناقش المؤتمر جميع القضايا التي تخص الإعلام، والتي حازت على إعجاب وسائل الإعلام الدولية، وقامت بتغطيتها والحديث عنها، وأصبحت السعودية تتصدر عناوين ومانشيتات الصحف الدولية، وهذا أكبر دليل على أن المملكة العربية السعودية دولة كبيرة وضعت رؤيتها، واليوم تجني ثمار هذه الرؤية بهذه النجاحات الكبيرة، وحضور ألف إعلامي من جميع دول العالم في هذا المنتدى ماكان ليحدث لو كانت دولة أخرى دعت إلى منتدى إعلامي مثل هذا، لكن الحضور الكبير في منتدى الإعلام السعودي؛ لأن العالم يعرف أهمية وحجم السعودية، ودورها في التأثير على دول العالم بالإضافة إلى مشروعها في تحقيق التنمية، والأمن، والاستقرار، والرخاء لشعوب المنطقة، ومواجهتها للمشروعات التخريبية الأخرى التي تهدف إلى تقسيم الدول، وقتل وتشريد الشعوب.
منتدى الإعلام السعودي ناقش عددًا من الموضوعات الهامة، والتي تخص الإعلام وأيضًا موضوعات أخرى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإعلام، لكن هناك بعض الموضوعات التي جذبتني بشكل شخصي لمتابعتها مثل الإعلام، ودوره في تعزيز التعايش الإنساني، والذي قال عنه الكاتب اللبناني الكبير سمير عطا الله: الإعلام يمر بأزمة وجودية، أزمة بقاء بالنسبة للصحف المطبوعة، وأزمة اختبار ومستويات بالنسبة للتلفزيون وغيرها، وأضاف كثرة المصادر والقنوات تشتت عقول المستمعين والقراء، وهنا يبرز دور الإعلام منذ البداية وأيضًا هناك عناوين هامة لجلسات المنتدى مثل: التوازن في حرب عصر الإعلام الرقمي، وجلسة مسؤولية الصحافة في الأخبار السريعة في عصر العالم الرقمي، ودور الصحافة في قيادة التغيير، وجلسة الشباب في وسائل الإعلام الجديد، وتحدث نبيل الحمر المستشار الإعلامي لملك البحرين في جلسة الرسالة الإعلامية وتحديات التحولات المعاصرة قائلًا: لن تنتهي مرحلة الحبر والورق، ولكن سيكون هناك حبر وورق إلكتروني لايهم ماذا سيكون؟! المهم أننا أمام رؤية جديدة، وإعلام جديد وجيل جديد من الشباب الصحفي والإعلامي يحمل رسالة إلى العالم قد يحقق ما عجزنا نحن عن تحقيقه
جلسات المنتدى الكثيرة، ولمن يرغب لمعرفة أهم ماجاء فيها يمكن أن يتصفح موقع منتدى الإعلام السعودي وصفحاته على مواقع التواصل، لكن المنتدى نجح وبكل قوة، وأبارك للزملاء القائمين على المنتدى، وأتمنى لهم النجاح في السنوات القادمة -إن شاء الله- والأيام القادمة بالنسبة للإعلام السعودي تحمل لهم المفاجآت بعد إعلان وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة خلال المنتدى عن إقامة قنوات وإذاعات بالمناطق السعودية المختلفة؛ بالإضافة إلى الإعلان عن تفاصيل إقامة المدينة الإعلامية السعودية خلال الأسبوعين القادميين وإن شاء الله تحقق المملكة العربية السعودية مزيدًا من النجاحات والإنجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك الحزم والعزم، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان رائد التقدم.