الباحث المنصف في الفكر الإسلامي وخصوصًا ما يتعلق بالعلاقات مع الآخر يلحظ أن قيمة التعارف هي القيمة الأساس التي يجتمع من أجلها الإنسان مع أخيه الإنسان، ثم إن هناك عوامل يشترك فيه المجتمع البشري فالإخلال بها يخل بالحياة وكل ما ينظم حياة المجتمعات؛ فالعلاقات المعاصرة بين الشعوب هي من الضرورات التي يجب المحافظة عليها.
التطرف والغلو الذي يمارسه البعض سواء كانت منظمات مدعومة أو أفراد نهجوا مسلك التطرف، وإقصاء القيم المشتركة هم من يتزعم أي تصرف غير مسؤول لا يمثل سياسة الدول المعاصرة التي تنشد الأمن والرخاء والاستقرار.
المملكة العربية السعودية دولة كأي دول العالم يحدث فيها ما يحدث، والمسلم به أن التطرف والغلو ليس له بيئة حاضنة، بل هو قناعات فردية تشكلت نتيجة ظروف معينة وسوء فهم لكثير من النصوص والاجتهادات الإسلامية مع غياب تام لفقه العلاقات وضوابطها مع الآخر.
العلل النفسية ليست هي السبب الأساس في أي تصرف غير مسؤول فالجريمة التي ارتكبها مقيم سعودي في فلوريدا، والذي أطلق النار على فصل دراسي في قاعدة بنساكولا الجوية الأمريكية هو نتيجة قناعات متطرفة يعتقد بها هذا المتطرف، يجب على المؤسسات ذات التأثير إزاحة تلك الأفكار من خلال وسائل الإعلام، والتعليم.
نحن في مرحلة تحول مشهود، ولدينا رؤية وطنية، يجب أن يواكبها تجفيف وإزاحة بعض ما يمكن أن يرى أنه مصدر التصادم والمواجهة.
0