تضطلع المملكة العربية السعودية بدور ريادي على المستويين العربي والعالمي؛
وإذا كانت الدولة بمؤسساتها، تراهن على هذا الدور بإمكاناتها، وقدراتها، وتضحياتها، فقد نبغ قادة على المستوى الشخصي؛
هاهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يبادر بإنشاء مؤسسة الفكر العربي، تلك المؤسسة المتحررة من قيود الأنظمة، وتوجهات الساسة، وأيدلوجيات الحزبيين والطائفيين.
مؤسسة تفاعلية تقوم على التشارك والتعاون والتكامل لتؤسس لفكر جديد تنويري، برؤية الحوار المتعمق المسؤول، المميز، مرامها التنوير والتثقيف والمعرفة؛ لتعميق ثوابت الأمة، وتعزيز تنميتها؛ ليكون (التضامن العربي) >الفكري والثقافي>عربيًا إقليميًا، دوليًا.
تستقطب كبار المفكرين في العالم العربي، أصحاب الرأي، وقادة الفكر، المؤثرين في مجتمعاتهم، بفكرهم المتألق، وعطاءاتهم البناءة،
تشخّص >وتستشرف> لبناء مستقبل= نتاجه تنمية شاملة.
مؤسسة تنأى بذاتها عن العاطفة، وتخمد نار الانفعالات بعصا العقل؛
فحينما خاطب (خالد الفيصل) المؤتمرين، قائلًا: (العقول هنا…) فقد أصاب كبد الحقيقة، فالعقل مناط الفكر والتفكير، ولأنه “يملك القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال”.
وهذا الفكر المتجدد يقود إلى المعرفة والتثقيف بالتنوير، الذي هو “الاستخدام العام لعقل الإنسان في جميع القضايا، وتبني شعار “لا سلطان على العقل إلا للعقل.”
من خلال التحرر من القيود، بصناعة الكلمة، وتطوير مهارات التفكير، وترك العنف في التغيير، بوعي نتاج إدراك عقلي، يتواصل مع المحيط الخارجي، للإحساس بمشكلات الآخر، واقتراح الحلول الإيجابية، بفكر مضيء؛
ووعي المفكر بالإمكانات أو القدرات الخاصة، وبالدور والتطلع، وبالأدوات والسبل، لتتحقق الأهداف، وتحل المشكلات.
إذ اعتبرت الفلسفة بأنّ الوعي هو :”جوهر الإنسان وخاصيته التي تميزه عن باقي الكائنات الحيّة الأخرى، حيث إنّ الوعي يصاحب كل أفكار الإنسان وسلوكه”.ومؤسسة الفكر العربي ليس من أهدافها تغيير الواقع، ولكن تنوير العقول لاستشراف المستقبل وتطوير الحاضر، لتحقيق التنمية الشاملة في الوطن العربي؛ وفق رؤية ناضجة، وحوار راقٍ، ووعي متعمق.
صدقت استاذنا الفاضل
وسمو الأمير قال وطال
وأسس وحرك ودعم ولم يبقى سوى نحن نكمل المسيرة ونمضي على الخطوط التي رسمها لنا.