كنت محتفلًا مع زملائي المتقاعدين خريجي كلية الملك فهد الأمنية باجتماعنا العاشر في عاصمتنا الرياض، وكنا فرحين جدًا بما وهبنا الله من صحةٍ في الأبدان وأمن في الأوطان في ظل قيادة حكومة عادلة حازمة هدفها بناء الإنسان وتنمية المكان.
وفي الوقت الذي كنا نتجاذب فيه أطراف الحديث بما قدمته لنا هذه الدولة العظيمة من إمكانات، وما غمرتنا به من رواتب مجزية ومكافآت، وما أولتنا به من تدريب وابتعاثات فأجأنا خبر المبتعث السعودي الضال الذي أقدم على جريمته البشعة دون وازعٍ من دين أو رادع من ضمير، وبدلًا من أن يثابر على دراسته ويتفوق على زملائه، ويرفع عاليًا اسم دولته التي ابتعثته مع زملائه لما فيه خير لوطنهم وأمتهم أبى إلا أن يمارس دور اللئام الذين هكذا يتعاملون مع من أكرمهم، ويسيئون لوطنهم.
ورغم أن هذا التصرف فردي، ولا يعتد به ومجهولة مسبباته إلا أن اللوم يقع على هذا المبتعث، وعلى من على شاكلته مهما كانت المبررات فهو يمثل مجموعة من زملائه المبتعثين الذين حرصت الدولة – حفظها الله- على تدريبهم وتثقيفهم وتطوير قدراتهم؛ ليعودوا أبناء صالحين ويساهموا فيما تشهده البلاد من نهضة في جميع المجالات.
وكان الأحرى به أن يكون هدفه أسمى من تصرف أرعن يُقدِم عليه في ساعة غضب ورسولنا الكريم يقول فيما معناه: (( ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب))، ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد تجاوزت سمعته ورسالته الآفاق بسبب حلمه وأناته وحسن خلقه.
يفترض في كل مبتعث أن يكون أكثر انضباطًا في دراسته، وأشد احترامًا لتوجيهات وطنه فهو كغيره من المبتعثين يحصلون على محاضرات تأهيلية قبل مغادرتهم أرض الوطن؛ لتوجيههم التوجيه السليم في التعامل مع الآخر، والبعد عن كل ما من شأنه تشويه سمعة وطنهم ومواطنيه.
يفترض أيضًا في كل مبتعث أن يحذو حذو من سبقوه من العسكريين والمدنيين الذين حصدوا المراكز الأولى، وحصلوا على الشهادات العليا وهم كثر ولله الحمد، وكانوا يمثلون المسلم الحقيقي المعتدل الذي ينتسب إلى هذا الوطن الطاهر.
نحن نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نسمع عن فتيات سعوديات تفوقن على مستوى العالم، وحصلن على أعلى الشهادات وأفضل المراكز، ورفعن اسم المملكة العربية السعودية عاليًا خلال فترة ابتعاثهن ولا غرابة في ذلك فهن بنات هذا الوطن العظيم وجزء مهم من نسيجه الوطني.
نتمنى أن نرى من شبابنا المبتعثين كل خير، ونسمع عنهم كل جميل، وأن يكون تخطيطهم سليم وهدفهم أسمى وأخلاقهم عالية؛ لنفتخر بتفوقهم ونفرح بعودتهم سالمين غانمين.