رحم الله المتنبي والجاحظ وعلماء الأمة وأدباءها ، فلو عاشوا بين أظهرنا اليوم لتوجدوا ووجدوا ؛ لتوجدوا حزنًا لما آلت إليه الثقافة في وطننا العربي ، ولوجدوا رثاءً للنديم والصاحب على مدى الأزمنة ، ولطال تفكير المتنبي كثيرًا قبل أن يقول :
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
نعم الحال مدعاة للشفقة والرحمة ؛ بل لإقامة العزاء سنين عديدة على حال الشباب وحب القراءة ، فشغف القراءة كغيره من المتع الروحية ، ولم ترقَ أمة وتناطح السحاب ، وتبلغ ذروة المجد ، إلّا بالقراءة ، هذا حال السلف الذين يبدأون بتلاوة القرآن ، ثم يعقبونها بالانكباب على التحصيل العلمي بشقيه : الشرعي والعلوم الأخرى .
والذي جعلني أقدم على الكتابة في هذا الموضوع ، هي زيارتي لمعرض الكتاب الدولي الخامس بمدينة جدة ، فللوهلة الأولى وعندما ترى الأفواج من الأمواج البشرية تزحف نحو سرادق المعرض ، تبتهج وتهتز طربًا ، وتقول المقولة المشهورة عند الأزمات :” الدنيا مازالت بخير ” ، ولكن الواقع صادم ، التعبير بـ”صادم ” قليل بالنسبة للمشهد .
نعم التنظيم جيد ، والحضور قوي ، والأرفف مليئة بأصناف الكتب ، والفعاليات المصاحبة لا بأس بها ، ولكن تحقيق الأهم شبه مفقود ، فالحال أشبهه بمن يغوص في حل مسألة رياضيات ، ويأتي بالقانون ، ويشرع في حل المسألة ، فيحلها خطأً ، والناتج كذلك .
قبيل سنوات خرجت الصحافة الإلكترونية تمشي بتؤدة وعلى حياء ، حتى اكتسحت الصحافة الورقية ، وقضت عليها بالضربة القاضية ، فهل نشهد نزالًا – لا يقل ضراوة – بين الكتاب الإلكتروني والورقي ؟
مع اختلاف العصر وندرة القرّاء ، فإن من تبقى من النسبة الضئيلة -أصلًا – قليل جدًا ، وأحسب من يقرأ الآن لا يقرأ إلّا لأغراض عملية ، ككتابة البحوث وغيرها .
إنّ الثقافة العربية تمر بأسوأ مراحلها ، حالها كحال الوضع السياسي والاقتصادي في كثير من أقطار الوطن العربي ، فبلدان التأليف والطباعة والقراءة تمر بأزمات ألقت بظلالها على مساحة ليست بالهينة في وطننا العربي .
إن معارض الكتاب في دوراتها المتعددة ، لا تعي معنى الأزمة الاقتصادية ووضع الكتاب الراهن ، فتبالغ في أسعارها ، ولم تعِ متطلبات العصر ، وظروف الوقت الراهن .
فمن ضمن الحلول التي تجلب القرّاء :
تخفيض سعر الكتاب ، وضع ركن للقراءة مجانيًا ، دعم دورالنشر من قبل الرعاة ، ووجود شركات قوية مت القطاع الخاص تقوم بمادرات ملموسة ، وأخيرًا عمل مسابقات لتلخيص الكتب في أجنحة المعرض ، وتخصيص جوائز عبارة عن كتب مختارة .
وإن لم تؤخذ هذه الملحوظات في عين الاعتبار فكبّر على الكتاب الورقي أربعًا .
جميل جداً
???
أضف على ذلك
التعليم في المرحلة الابتدائية هي سبب عزوف النشء الجديد عن القراءة وذلك بسبب المناهج التي تعتمد أغلبها على الحفظ والتلقين
جزاك الله خيرا دكتور نايف الواقع يشير لذلك الكتاب الورقي للأسف يواجه حملة غير متكافئه من الكتاب الإلكتروني . سنفقد لذه المطالعة بالكتب و تكوين المكتبات الخاصة . دور العلم المختلفة واقعها لا يشجع على عودة الكتاب الورقي لمنزلته السابقة .
جزاك الله خيرا دكتور نايف الواقع يشير لذلك الكتاب الورقي للأسف يواجه حملة غير متكافئه من الكتاب الإلكتروني . سنفقد لذه المطالعة بالكتب و تكوين المكتبات الخاصة . دور العلم المختلفة واقعها لا يشجع على عودة الكتاب الورقي لمنزلته السابقة .