القيم الأخلاقية، قد يتوارى خلفها أحيانًا مقاصد سيئة؛ فقد قيل: “كلمة حق يُراد بها باطل”؛ إذ نرى هذه الفترة دعوات لقيم فاضلة خوفًا، كما يزعم البعض من التحول الجذري الذي نعايشه لحظة بلحظة.
فدائمًا ما يحدث هذا حين يكون هناك تحول في نمط الحياة، والسلوك الجديد؛ فيأتي من يجابه هذا، بالآراء فقط دون الحقائق، والتي يراها البسطاء، والعوام من الناس إنما هي حقائق، ومسلمات، والتي تصل في قناعته أنها من الثوابت.
شهدت المملكة العربية السعودية حاليًا تحولًا جذريًا غير مسبوق، وبكل وضوح ما زال من يظن ذلك إنه إملاءات مفروضة، ويرون في ذلك خطورة على الهوية ذات المصدرية الإسلامية والعربية .
نحن ألفنا نمطًا واحدًا لفترات طويلة من التفكير، والتعامل مع الواقع، ومع ذواتنا، ومع الآخر، في عالم أكثر انفتاحية، وأكثر إنتاجًا، وتأثيرًا في سيرورة الحياة المعاصرة.
اليوم الرهان على المؤسسات التالية في إحداث تغير جذري وهي:
1-الإعلام السعودي رسميًا كان أو أهليًا.
2-التعليم من العام إلى العالي.
3-المنابر الثقافية الأخرى كالأندية الأدبية الثقافية.
4-المنابر الدعوية.
يجب أن يبرز لدينا فقه الواقع، وأن نميز بين الثوابت ومقاصدها، والمتغيرات المتجددة، ونعمل على زرع قيم موازية للفترة الحالية، ومن يقرأ التاريخ وخصوصًا سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نجد أن هناك قيمًا ناسبت كل مراحل الدعوة، وبعضها بنسخ فضلًا عن الأحكام.
إن لكل زمن قيمه الأخلاقية، المتزامنة مع أي تغير، وهي حقيقة يجب معرفتها.
0