هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
ليسمح لي القارئ الكريم والتاريخ والسادة الكرام أن أؤصل لهم صدى ما بخاطري ومقالي الذي بين أيديكم
وشخصي الضعيف قد نذر فكره ونفسه• للكتابة عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه •• حبًا وولاءً لمملكة الملوك الصالحين
《 المملكة العربية السعودية 》 ولرجالها الأوفياء*!؟
ممن قضى نحبه وممن ينتظر •• الذين بذلوا الغالي والنفيس لرفعة شأنها • لقدسيتها بقلوب المسلمين، وأهميتها الاقتصادية كونها إحدى دول العشرين*
ومما زادني شرفًا وفخرًا
وكت بأخمصي أطأ الثريا
إتاحة الفرصة لي بسابق الأيام والسنين بالإشارة والإشادة ولو بشكل متواضع عمن قدموا نموذجًا《 مشرقًا ومشرفًا》 على صفحات تاريخهم المجيد • • وما بذلوه من إخلاص، وتفانٍ، وتضحيات ، في سبيل خدمة الوطن والمواطن •• كل ذلك رفعة لدينهم ووطنهم وتاريخهم العريق • • فالتاريخ خلدهم*
فتبقى أيها السادة الكرام بعنقي دينًا لآخرين • • كان لزامًا علي قضاؤه 《 وفاءً ،وردًا للمعروف ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان 》 فمن لا خير فيه لأهله فلا خير فيه للناس وبلاده وولاة أمره
وقدوتنا في ذلك رسول البشرية ومعلم الإنسانية خير من وطأة قدماه الثرى إمام الغر المحجلين، وسيد الخلق أجمعين، وأوفى الأوفياء لأهل بيته ولمن قدموا أرواحهم رخيصة لدينه لإعلاء كلمته، فكانوا رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه !!!!!
فمن هنا ابتدأت • • • وتوكلت على الله • • فكان لي شرف السير على نهجه ومحاولة الاقتداء به عليه الصلاة والسلام فهو نهجي ومنهجي في الحياة مع ما أنا فيه من تقصير
فبعد فضل الله علينا ونعمته ثم فضل والدي رحمه الله •• كان الفضل والوفاء 《لأمي الرحوم》 أعزها الله وأطال بعمرها على طاعته* • • • • من حملت عني، وشاركتني حلو الحياة ومرها • بوجهها المشرق منها والمظلم • فقد كانت نعم ( الأم ) وخير المثال الوفي في الحياة
نعم هي كذلك
فهي ريحانة الدنيا • وزهرة الفؤاد وأيفونتي اللي أعزف بها قيثارتي
هي حلمي ورؤياي قد جعلها
ربي حقًا وواقعًا أعيشه!!
فمن هي• • • ؟!!
إنها 《والدتي》
الأنيقة في صمتها وسمتها • من لها يد المساهمة مع والدي رحمه الله وزوجتي الكريمة في تكوين شخصيتي • • فأحسبهم أن جعلوا مني رجلًا صبورًا• وشابًا طموحًا وشيخًا وقورًا
《هذه المرأة الصالحة نحسبها كذلك ولانزكيها على ربها كانت لي بعد الله ظهرًا منيعًا •• وسندًا قويًا بيوم عسري ويسري فهي 《والدتي》 وزهرة شبابي وهي معصمي ولؤلؤة فؤادي
إنها المرأة المصونة ¤ والأم الحنونة ¤ العاقلة الراشدة •• والراكدة الحكيمة ¤ لها في كل وادي بنو سعد ¤ صمتها حكمة •• ونطقها فهم وخبرة ¤ متزنة الفكر ¤ متدينة الجوارح ¤ نظيفة الخاطر والباطن ¤ تخاف الله وتخشاه، وترجوه، وتطلب رضاه* •••
*عاشت مراحلي وتقاسمت معي معاناتي ••؟! وشاركتني أفراحي •• وأتراحي* ••؟!
*فما رأيتها إلا صابرة محتسبة •• إن أكرمتها ابتسمت ورضيت* ••
*وكانت راضية مرضية* • •
*بقليل العطاء وكثيره* ▪▪
*وإن قصرت في برها لم تتأفف أو تتذمر*••
*نعم •• ؟! هنا أعترف بين يديها خجلًا ••• فكم قصرت في حقها ••• فأجدها تحتضنني بين يديها الحنونتين؛ وكأني طفل” لم يبلغ الحلم •• متجاوزة عني ذلك كله • • حبًا منها وكرامة* ▪▪▪•••••؟!
*وكم تمنيت لها حياة أفضل مما كان • • فصارعت الأيام • • وطارحت السنين • • • محاولًا ما أبقاني المولى في الأرض توفير الحياة الكريمة لها •• وحتى أكون صادقًا مع نفسي والتاريخ*
*بظني استطاعت الظروف المحيطة بها توفير ذلك لها • • ولكني أطمح بالمزيد* •••
*فمثلها والله جدير” بالتضحيات • ولمثلها تقال العثرات •• ولأجلها تسكب العبرات •• هي《 أمي》 العظيمة في مجدها والشامخة في تواضعها • والأصيلة في حشمتها وأدبها* •••
*يا والدتي العزيزة* :
*بعد مرور كل هذه الأيام والسنين أجدني ألتمس فيك 《الوفاء》*•••
*فما زلتي تلك الأم الوفية*
*فما إن اقترب منك إلا وكأني ذاك الطفل الذي كان يومًا بين حضنها وحجرها •• فسبحان من خلقك فسواك فعدلك*••
*ومع كل هذا وذاك •• أجد نفسي معها مقصرًا •• ولحقها عليا منكسرًا •• فلست بالذي يعترف أمامها بالكمال ••• فهي المرأة العظيمة والوالدة الكريمة والأم البارة ببيتها وأبنائها •• فهي تعمل بصمت ¤ وتنفق بفكر وحكمة 《تراعي الظروف الحالكة》 《محكمة للعقل》 《صبورة عند الشدائد》 《وقورة عند الغضب》*• •
*فأنا هنا لا افتخر أو أباري غيري من البشر • أنا هنا أيها السادة والسيدات لأسجل كلمة للزمن • • وأكتب وفاءً للتاريخ لأنثره بين الأمم •••••؟! فالدنيا فانية • والناس يتفاخرون بما حصدوه من فنائها • ويتبارون وربما يتبارزون على حطامها • وينسون الوفاء لمن كانوا لهم بيوم من الأيام (إزارًا ورداءً) هن لباس لكم وأنتم لباس لهن*
*فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان*•••
*اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وجازي والدينا وكل من له حق علينا خير الجزاء وصلى الله على المختار الأمين وإمام الغر المحجلين نبينا ورسولنا محمد وآله وصحبه أجمعين* •••••؟!