المقالات

لماذا لايكون لكل منا كاريزما؟

حظيت الكاريزما في تاريخ البحث القيادي، بل والتطوير الذاتي على حدٍ سواء بالاهتمام البالغ، لاسيما أنها سمة لطالما تم ربطها ربطًاوثيقًا بأولئك الذين يحلمون بتقلد الزعامة والقيادة والبارز من المناصب والرتب.

حيث ذهب بعضهم إلى أن الكاريزما سمة يولد المرء بنفحة منها، وعليه صقلها، وتدريبها وتفخيمها إلى أن تثمر عوائدها هيبة ورونقًا ومكانةلصاحبها.

ورأى البعض الآخر أنها تطبع يمكن اكتسابه وإتقانه واستخدامه؛ ليدر بقوة تأثير ووصول للآخرين باقل جهد ممكن.

غير أن ما كشفه إخصائيو علم الطاقة  وهو العلم الذي ينضح بتمييز الإيجابي من الأمر عن السلبيأن الكاريزما هي نتاج تلاقح تقلدالفضائل من الأمور مع بوصلة تفكير وفكر إيجابي الذي عكس مظهرًا من احترام الذات، صانعًا لجام احترام الآخرين.

حين تفتح أبواب الحديث عن الكاريزما يتعدى الأمر إيجاد تعريفات تحد بكلماتها مكنون الكلمة، إلى تدريبات عملية تطبيقية تسقي أولئكالمتعطشين للكاريزما غدق عصارتها، فكانت أهم الاقتراحات التدريبية  في هذا المجال، الحديث الذاتي؛ حيث تحسين وضبط الكلمات الموجهةذاتيًا، يتقولبفي قالب إيجابي يزرع بذرة الثقة، ويولد التقبل والانطلاق كنتيجة حتمية للديمومة في الممارسة.

وبين اتفاق واختلاف حول تعريفات وممارسات للكاريزما تتدرج خطواتها من تعلم صبر وعظ على الأنامل حتى الوصول، بناء ثقة ذاتية تدحركل شك أو ريب، تحُكم فيما يطرأ من الانفعالات شديدها قبل يسيرها، لغة جسد مدروسة متطبع بها تترجم البصمة الذهنية والفكريةللشخص، تواصل سمح يجمع بين اللين والحزم، الفضائل والمبدأ وما حال في مجالهما.

ما يُتعجب له من خبايا الكاريزما فعليًا أن الشخص المصنف ذو كاريزما عالية ممكن أن يغير محيطه بتأثير يكاد يشبه السحر في جاذبيتهولو أن ما يفرقه عن السحر عدم التعقيدإنها تلك اللبنات الصانعة للكاريزما الابتسامة  والنظرة الواثقة الثاقبة ووقار الحركة بالتركيز علىالبراق من الأمور دونا عن المنغص منها، تلك وصفة بسيطة لمن أراد اقتناص خصلة الكاريزما.

ولكن مادام الأمر بهذا اليسر لما ليس كل منا كاريزما تي؟ لأن الأنظمة التعليمية، والتربوية، والأنشطة التدريبية ومنظومات العمل وحتىالوجهة الإعلامية لا تأخذ ما تم ذكره على محمل الاهتمام فالتعليمالأكاديمي يقود لنتيجة حتمية وظيفة بمرتب، وتأسيس بيت وحياة متواصلةحين تشتد عثراتها يوجد الإعلام المركز على التهويل أو الترفيه كمنفذ.

رغم أن الكاريزما في عالم المشاهير والعظماء تكاد تشبه شيفرة يحرصون على إخفاء أسرارها فيكونون حكرًا بالتأثير. لكن في خضم كلهذا تتخذ الآن الأبحاث النفسية مجرى مبشرًا في التركيز على سوق المهارات مستقبلًا بعيدًا عن الأكاديمية الشاحبة.

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button