أولًا يجب أن نعي جيدًا ما تعنيه هذه الكلمة، وما تحويه من تفاصيل فهي ليست مجرد تهنئة كصباح الخير ويومك سعيد، وما شابهها.
هي كلمة ذات شقين ترمزان في نهاية الأمر إلى تهنئة المسيحيين لبعضهم البعض بالميلاد السعيد للرب المسيح، كما يعتقدون.
ومن هذا المنطلق والمنطق يجب أن نفرق مابين ولسنا دعاة وشيوخًا لنوجه أو ننتقد، ولكن وجب علينا إعمال عقولنا وفق ما وهبنا ربنا -عز وجل- من هذه النعمة رغم ما قد يمتلكه الكثيرون من صداقات معهم كأشخاص، وأنهم ودودون وطيبون وما إلى ذلك من مبررات.
ولكن في الأخير هناك فرق كبيرٌ وبونٌ شاسع بين تقبّل الأديان، وبين التعايش معها.
ومن سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- نستقي أروع الأمثلة على التعايش مع بقية الأديان عندما كان يزورهم ويجاورهم حتى أنه يقرأ عليهم من كلام الله -عز وجل- رقية لهم، وكلنا يعرف قصة ذلك الجار اليهودي الذي كان يؤذي رسولنا الكريم، ومع ذلك كان يتعايش معه ومع بقية الأشخاص من الأديان السماوية الأخرى صلحًا، وتجارة، ومقايضة وأجرة، وما إلى ذلك.
أمـا تقبّل دينهم فـهذا شأنٌ لا بُد لنا من التوقف عنده وعدم إهماله والتهاون فيه بتاتًا، فـهم لم ولن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، وهذا ما أوحاه ربنا -عز وجل- لنبيه، وجعلها كلمةً باقية إلى يوم يبعثون.
فنحن عندما لا نتقبل تلك الأديان فـهذا ليس من التخلف والرجعية أو قمع الحريات حتى، ونحن نعي أن كافة الأديان السماوية تدعو إلى فضائل الأعمال والتسامح وغيرها، ولكن مايميزنا عنهم هو منهج التوحيد، وهو ما أرسل الله تعالى به رسوله؛ ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ومتممًا لهم.
فكيف بنا أن نغفل ذلك بعد أربعة عشر قرنًا، وهم يحاربون من أجل أن ينتهي هذا الدين، رغم الحروب والمعارك والصولات والجولات، ونأتي نحن في غمضة عين وبكل برود ونهنئهم بـعيد ميلاد الرب المسيح الذي نؤمن بأنه رسولٌ من الله كـبقية الرسل، فـهل انسلخنا من عقيدتنا أم جعلناها سلعة نعرضها متى نشاء ؟
إذًا ومن “المنطق” أن نضع نصب أعيننا بأن مابيننا من تعايش لا يلغي حقنا في عدم تقبل دينهم وأن ديننا هو الحق وأن “لا إله إلا الله” شكرًا لله وتقديرًا
ومحبة لـنبيه عيسى ابن مريم عليهما السلام الذي نؤمن به، وبأنه سيأتي في يوم ما ويُنهي ذلك الدين، ويحطم الصليب.
وفي نهاية القول لـنتعايش معهم كـشعوب فقط، دون سياساتهم التي لن يهدأ لهم بال حتى يرون الإسلام كما يريدون، وكما قال عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
———————-
@abu_3bdur7man
سلمت وسلم يراعك أخي سعيد
وحُقَّ أن يقال عن هذا المقال الرائع وأمثاله مما سبقه من طرح في هذا الموضوع بهذا الاتزان أن يقال عنه( قطعت جهيزةُ قولَ كلِّ خطيب)
فوضوح الرؤية والفرق بين التعايش مع أهل الأدبان وليس التعايش مع أديانهم المحرفة والتأكيد على الاعتزاز بديننا وهويتنا الإسلامية، مطلب يجب توعية الجيل به ، نعم ( إنّ الدين عند الله الإسلام) ومؤكد أنه( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
شكرًا مرة أخرى كانبنا المتألق الأستاذ سعيد الزهراني