أهلًا بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ حيث عودته من إجازته السنوية واستئناف عمله الدؤوب المميز..
ومع عودته الميمونة هذه، أجد نفسي أستذكر إحدى المواضيع التي كتبتها في كتابي “مغامرون في بحور الحياة” الذي رأى النور في ديسمبر 2018م خلال فعاليات معرض جدة الدولي الرابع للكتاب، وحمل الموضوع عنوان “ثلاثة أمور تجعل منك شخصًا له مكانة محترمة”؛ حيث تطرَقت إلى اللقاء التلفزيوني الرائع للأمير خالد الفيصل في “برنامج المشهد” المبثوث على “قناة بي بي سي العربية” في عام 2016م مع الإعلامية اللبنانية البارزة جيزال خوري.
ومعروف عن البرنامج أنه يستعرض قصصًا وتجارب لأهم الشخصيات العربية المؤثرة في الوطن العربي، وخلال الحوار الذي كان متنوعًا ومثريًا، أخذ الأمير خالد يستعيد ذكرياته حول طفولته ونشأته في ظل والديه، وحديثه عن أجمل لحظات حياته التي عاشها مع والده الملك فيصل بن عبدالعزيز – يرحمه الله – مستكملاً حديثه ضد التطرف والإرهاب، ونشأة فكرة مؤسسة الفكر العربي..
وفي آخر اللقاء، استوقفته المذيعة لتسأله عن حياته مع أبنائه وأحفاده، وماذا يحب أن يخبر حفيدته بعد كل هذه السنوات الطويلة من الخبرة والعطاء في كل أموره الإدارية والفكرية والشعرية!!
وبكل صدق وشفافية رد وقال: “أي إنسان يريد أن يكون له مكان محترم في هذه الحياة لابد أن يكون له مبدأ وأن يكون له أخلاق وأن يكون له هدف، فبدون المبادئ وبدون الأخلاق، وبدون تحقيق الأهداف لن يصل إلى نتيجة”.
نصيحة ثمينة ومهمة قدّمها لنا “الأمير القدوة”، وكأنه بهذه العبارات يهدينا أجمل لوحاته الفنية التي رسم لنا فيها طريق النجاح، ومن خلال هذه اللوحة البديعة أسرد خلاصة هذا الطريق في ثلاث خطوات مهمة، وهي:
اولاً: أن يكون الإنسان صاحب مبدأ لا يتغير عن مبدئه، بمعنى أن تكون لديه قاعدة أساسية ومنهج ثابت في حياته، بمثابة نقطة انطلاق لما تحويه أفكاره وسلوكياته في الحياة مع مراعاة وضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
ثانيًا: أن يحرص الإنسان على حسن الخلق ويحترم نفسه، وعندها ستكون تصرفاته بسيطة وعفوية لأنها مترسخة في نفسه. يقول الماوردي – يرحمه الله – وهو أحد أكبر القضاة في الدولة العباسية: “معنى حسن الخلق.. أن يكون المسلم سهل العريكة ليِّن الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة بعيدًا عن الجهل والظلم وسوء النية”.
ثالثًا: أن يطمح الإنسان لتحقيق أهدافه بالرغبة الممزوجة بالإصرار، وأن يطور نفسه بالعلم والمعرفة، والأجمل من ذلك أن يتوقّع النجاح.
تلك هي كانت نصيحة “رائد الفكر العربي” لحفيدته الغالية، وهذه هي رؤيتي لهذه النصيحة الثمينة..
أهلاً بعودة دايم السيف وأمير الكلمة “اللي يماوج المعنى على بحر شعره.. ويلوي قوافيها على شراعها ليْ”..
أهلاً بعودته وقدومه من جديد إلى ساحة العمل المنتج، والحياة الفاعلة.