قال تعالى مثنيًا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ﴿فبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (اللهم من ولى من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به).
الرحمة واللين والرفق من الحاكم للمحكوم مبادئ وطد دعائمها الدين الإسلامي، ورسخها كقواعد شرعية يسير على نهجها الحاكم؛
ولمّا كانت المملكة العربية السعودية تنتهج الشرع دستورًا لها، وتحكم بما أنزل الله، وتراعي في علاقتها بالمحكومين (الشعب) مارسمته القواعد الشرعية، وتأسست عليه الدولة ودسترته في نظامها؛
“يقوم الملك بسياسة الأمة سياسة شرعية طبقًا لأحكام الإسلام، ويشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية والأنظمة، والسياسة العامة للدولة وحماية البلاد والدفاع”.
مماجعل هذه العلاقة تقوم على قيم عليا ، ومنها “الرفق واللطف،
وهو خلق رفيع لا يستغنى عنه مسلم، أيا كان مقامه، معلمًا كان، أو داعيًا، أو مسؤولًا أو غير ذلك”.
ولّما كانت الدولة تحرص على أبنائها، وتراعي مصالحهم، وتنظر في أحوالهم، بما يحقق الراحة النفسية، وينأى بهم عن التوتر والقلق، ويتيح لهم الفرصة للاستمتاع بأوقاتهم التي يكسوها الفرح، ويمنحها المتعة، ويجلو عنها مايعكر صفو ها فقد “أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرًا بتقديم اختبارات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي 1441 هجري، للطلاب والطالبات؛ لتكون بداية الاختبارات يوم الأحد 10 / 9 / 1441 هجري الموافق لتاريخ 3 / 5 / 2020 ميلادي، وبداية إجازة نهاية العام الدراسي بنهاية دوام يوم الخميس 21 / 9 / 1441 هجري الموافق لتاريخ 14 / 5 / 2020 ميلادي.
ويستهدف التغيير الجديد في مواعيد الاختبارات، والذي يشمل كل مراحل الدراسة بما فيها الجامعات، إنهاء العام الدراسي قبل حلول عيد الفطر الذي يصادف يوم 24 مايو/أيار المقبل، فيما كان موعد انتهاء العام الدراسي قبل التغيير يوم 11 يونيو/حزيران القادم.
وقال وزير التعليم حمد آل الشيخ؛ “إن للقرار أثرًا إيجابيًا على نتائج التعليم ومستوى الأداء في الاختبارات، من دون أن تكون هناك فترة توقف للدراسة في شهر رمضان ثم العودة للاختبارات بعد إجازة عيد الفطر المبارك”.
إن هذا الأمر الملكي بما يزفه إلينا من كل معاني الحكمة والحنكة في اتخاذ القرار، ومراعاة شريحة كبيرة في المجتمع وهم الطلاب والطالبات في كافة المراحل، والقائمون على العملية التربوية؛ لتنضح معاني اللين والرفق من القلوب الرحيمة، وتتجلى أسمى صفات الأبوة في القائد الملك سلمان – أطال الله في عمره- ومايعكسه هذا القرار على كافة المستويات، الإدارية والاجتماعية والفردية، لتؤكد عمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فتسمو النفوس، وتعلو الهمم، فيحقق أبناؤنا أفضل النتائج، وتتلاشى الفترة الزمنية بين المعلومة والأداء.
لوزارة التعليم كل الشكر والتقدير التي انطلقت من مسؤوليتها بالإحساس بمشاعر طلابها وأسرهم، فدرست، وقررت، ورفعت لولي الأمر الذي مافتئ يتخذ الأوامر التي ترفع قيمة الحب والولاء والانتماء؛ لهذا البلدالمعطاء، ولحكامه النبلاء.
أطال الله في عمر الملك سلمان، ولحكومتنا الرشيدة الدعاء، بأن يحفظ الله ولاة أمرنا من كل سوء؛ وأختم هنا بقول الشاعر:
سينٌ ولامٌ وميمٌ أَزهرتْ ألِفاً
ونُونُهُ أَنبتتْ للفألِ يَقطينا