لو نظرنا إلى التطورات المتلاحقة فى المشهد الإقليمى لوجدنها تستحق التأمل والاهتمام، والنظر إلى النتائج المحتملة لها؛ لأن الضربات التى تحدث الآن على الساحة العربية كثيرة ومتعددة، وتأتى من كل اتجاه فنحن أمام واقع إقليمى ملموس بالغ التعقيد ليس بسبب تناحر القوى العظمى على استعادة النفوذ القديم وإعادة توزيع الثروة العربية على الطامعين، وإنما الداخل العربى هو نقطة الضعف ونقطة الخطر فى زمن تتزايد فيه أعداد من باعوا أنفسهم قبل أوطانهم. نحن بالفعل إزاء مشهد لاتخجل منه بعض أنصاف الدول من داخل الإقليم فى المجاهرة بأنها أداة فى يد قوى أجنبية جاهزة؛ لكي تدفع الأموال من عوائد النفط والغاز وسوف يجيء يوم تتضح فيه كل التفاصيل حول الدور الذى تلعبه هذه الدول عن طريق أذرعها الإعلامية لصناعة مشاهد الفوضى والاضطربات فى المنطقة لحساب تلك القوى الأجنبية من خلال مواصلة العمل على خلط الأوراق؛ لكي تظل الحقائق تائهة وراء ظلال الأكاذيب، وبالتالي يبقى الاستقرار تائهًا فى العواصم العربية التى يجرى استهدافها لكى يظل الرأى العام غير قادر على الرؤية الواضحة للأمور؛ وبذلك يفقد المواطن فى بلده أمنه وأمانه، وتنتشر الفوضى، ويعم الإرهاب، وتضيع الشعوب، وتضيع الشعوب بين هذا وذاك وتتدخل القوى العظمى، وهذا كل ماتريده.
0