[ويكند]
● في خضم الظروف الحياتية التي يعيشها ويتعايش معها المشجع الرياضي البسيط بشكل يومي، تأتي السهرات والمنافسات الكروية متنفسًا له، حيث تجعله ينسى أو يتناسى مع مجريات أحداثها، همومه المتعددة، وشجونه المتجددة في كل حين.
● وكل ما يتمناه ذلك المشجع المتيم الولهان والشغوف بكرة القدم هو أن يشاهد ناديه في كل مساء من مساءات المجنونة، وهو بأجمل صورة، وفي أبهى حلة يمتع بها ناظريه لمدة تسعين دقيقة.
● نعم هي ساعة ونصف، ولكنها تساهم بشكل كبير في التخفيف من “سلة الأوجاع” التي تثقل كاهله، وعقبها لو تحقق مبتغاه وانتصر فريقه في أي مواجهة تجده يغادر المدرجات وقد جمع له “غلة” من البهجة والسرور ينام بها قرير العين، ويصحو بصدر منشرحًا ولسان حاله يقول بكل تفاؤل: “كم هي الحياة حلوة”.
● في حقيقة الأمر إن كل ماتم سرده من مقدمة في هذا المقال ليس تبريرًا للقصور الذي قد يحدث من المشجع الرياضي تجاه ناديه في حال عزوفه عن المدرجات في بعض الأوقات.
● ولكن يتوجّب على إدارات الأندية أن تعي أن ذلك المشجع رغم رابط العشق الوثيق الذي يصله بناديه، إلا أنه يمتلك شعورًا وأحاسيسًا تتحكم في رغباته وقناعاته تجاه الحضور للملاعب.
● فهو”أي المشجع” ليس مجرد آلة تستخدم في وقت الحاجة، أو جهازًا يدار بالريموت كنترول متى ماشاءت تلك الإدارات.
● وعلى وجه الخصوص أستطيع القول إن أحد أهم أسباب عزوف الغالبية العظمى من جماهير نادي الاتحاد “مؤقتًا” عن المدرجات في الفترة السابقة، هي ماحدث من أخطاء إدارية متوالية أضرت بالفريق كثيرًا، ولا يختلف اثنان على ذلك.
● ولكنني متيقن تمام اليقين أن ذلك العزوف كان من باب تسجيل موقف “ليس إلا”، مع أنني لا أؤيد قرار “هجر الملاعب” من اي جمهور مهما كان حال فريقه.
● واليوم وبعد سلسلة القرارات الإيجابية التي اتخذتها إدارة العميد في الفترة الأخيرة، والتي جبرت الكثير من الكسور الفنية والإدارية السابقة، أجزم أن مدرجات ملعب الجوهرة ستشتكي من “ثقل” جماهير الذهب من خلال حضورها المتوقع والمنتظر في المرحلة القادمة.
● الخلاصة .. أن الذهب لا يصدأ، والعاشق لا يتخلى عن معشوقه ولا يستغني عنه بشكل دائم مهما حدث، حتى ولو طال العتب والنَّوَى، وهكذا هو حال مدرج جدة الشهير .. والكبير .. والمثير .. والعظيم أيضًا بلا شك.
ياسلام ياسلام
وفقك الله يا عاشق العميد
استأذن الصحيفة في نقل المقال المتميز