الاستخفاف بالعقول سمة لا يتصف بها سوى المفلسين الذين افتضح أمرهم، وانكشف سوء تدابيرهم، وسذاجة تخطيطهم، وأيقنوا أن هذه المخططات لم تعد تنطلي إلا على الحمقى أو السذج؛ لذا فهم يحاولون- عبثًا -أن يوهموا أنفسهم بأنهم الأذكى في العالم، وأن مخططاتهم تسير وفق ما أرادوا لها من سرية وحسن تدبير..!! ولكن في قرارة أنفسهم يدركون تمامًا بأنهم مكشوفون لكل عاقل لبيب.
لذا تجدهم يحاولون جاهدين تنفيذ الكثير من الأمور التي يتصورون أنها تنطلي على المجتمع، ويلجؤون إلى عمل مسرحيات هزيلة ساذجة مكشوفة للجميع.
وهذا ما ينطبق على الحليفين إيران وأمريكا “إيريكا” فصداقتهما، وعلاقاتهما، واتفاقاتهما مكشوفة واضحة للعيان وإن كانت من تحت الطاولة كما يفعلون، وكما يظنون أنهم استطاعوا تمرير ذلك على العالم؛ فهم يعتقدون بأن ما يظهرونه من عداء أمام الناس، وما يفعلونه من تراشق وتهديدات، وما ينفذونه من مسرحيات هزيلة ساذجة سيعمي أعين العالم عن الصداقة المتينة التي تربط بينهما، وعن المصالح المتبادلة التي تجمعهما، وعن المخططات الإجرامية التي ينفذونها سويًا إرضاءً لعمتهم وولية نعمتهم وسيدتهم الكبرى التي يخضعون لسيطرتها، ويأتمرون بأمرها، وينفذون ما يخدم مصالحها، ويبحثون عن رضاها دائمًا فكل ما يفعلونه يجب أن يصب أولًا وأخيرًا شفي مصلحة إسرائيل ولا يفكرون مطلقًا في مصلحة شعوبهم أو كياناتهم لأنهم وباختصار شديد خانعون لها، وخاضعون لأوامرها، وراجون لرضاها؛ فمتى رضيت كان يوم المنى، وكل ما يسعدها واجب التنفيذ.
هذا ما يسعون من أجله، وما يخططون له، وما يؤلفون المسرحيات له، وما ينفذون الجرائم من أجله حتى وإن كانت ضحاياها من خَدمهم، وتابعيهم؛وما مسرحية اغتيال “سليماني” إلا فصل من فصول هذه المسرحيات التي يريدون منا أن نصدقها حين يسبقونها برسم المخططات المكشوفة، ويغلفونها بالتهديدات المتفق عليها مسبقًا، وتكتمل فصول المسرحية بالضربات الصورية التي رسموها على طاولة واحدة لتنفذ شريطة أن لا يكون لها ضحية واحدة منهم أو تمس مصلحة من مصالحهم أو تهتز شعرة من خصلات عمتهم الشمطاء..!! ولا بأس أن تهدم البلدان الأخرى أو تقتل شعوبها أو يهجَّرون ..!! فإن كان القتلى من العرب فبها ونعمت أما إن كانوا من العرب السنة فهذا غاية المنى ويوم السعد؛ ولذلك اختاروا “العراق”مركزًا لمؤامرتهم، ومسرحًا لتنفيذ مسرحياتهم الهزيلة.!! وإلا فالعدو – كما يزعمون – إيران والمستهدف إيراني فلماذا يتم اغتياله في العراق تحديدًا وليس سوريا -على الأقل- كونها حليفة إيران ..!! ولماذا يتم الرد الإيراني بقصف العراق..!! وليس القواعد البحرية الأمريكية فهي أقرب لمرمى نيرانهم، وأكثر إيقاعًا للأذى بأمريكا، وتعتبر هدفًا استراتيجيًا للرد على أمريكا لو أرادوا بالفعل الرد عليها..!!
ولكن هي مسرحيات يريدون تمريرها على السذج، والعامة، والدهماء من الشعوب وللأسف الشديد أنها تنطلي على بعضهم، ويصدقونها، ولذر الرماد في العيون التي أصبحت لا تنام إلا تكتحل بالأسى، وتفتح على الويل والدمار، وليزداد سباتها العميق الذي غطت به منذ قرون؛فما سكوتها على سقوط الأندلس مرورًا بسقوط الخلافة ومن ثم صمتها عن احتلال البلد العربي الذي ابتلعته إيران بلد العروبة والأصالة “الأحواز”وانتهاءً باحتلال أرض المقدسات وأولى القبلتين فلسطين الحبيبة التي يسوّق الأعداء لقضيتها على أنها أولى القضايا العربية، وهم بذلك متناسين أو يريدون منا أن ننسى قضايانا الأصيلة السابقة؛الأندلس، والخلافة، والأحواز..!! ولكن نقول لهم .. سيبقى الإسلام عزيزًا مادام هناك عرق ينبض في جسد طفل مسلم .. ولن ننسى قضايانا..ولن تفلحوا في مساعيكم، ومؤامراتكم مصداقًا لقوله تعالى: { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } التوبة (32).
أحسنت النشر أستاذنا الغالي والحبيب .. بارك الله لك في عمرك وحفظك الله من كل شر.
كفانا الله شرهم. وجعل تدبيرهم تدميرهم. وسلمت يمينك استاذ ساير