نشعر بجمال الحياة عندما نعيشها بكل تفاصيلها مع اليقين التام بأن كل منّا لن يأخذ إلا الذي سيكون مقدرًا له، وندرك أن مساحات العيش فيها تتسع للجميع كلًا حسب تفكيره ونشاطه وتطلعاته، ويعترينا الحزن والحسرة عند مشاهدة انتشار داء الحسد والبغضاء، والتنافر في مجتمعاتنا بسبب أصحاب بعض التوجهات الرجعية، والآراء الأحادية الذين ما أن تختلف معهم في فكرة أو رأي تجد منهم الإصرار على السير في شخصنة الأمور، وتكريس الأخطاء غير مدركين بأن الحياة عبارة عن تباينات وراء متبادلة تسودها أحيانًا الاختلافات بعيدًا عن لغة الخلافات. وليس من الضرورة أن يسيروا الناس كلهم على نفس التوجه الذي يريده البعض دون المشاركة برأي أو أفكار، وليس لأحد الحق بأن يفرض أسلوبه على غيره مالم يكن لديه قناعة وإيمان به، وعند الشروع في المشاركة مع الآخرين في أي طرح يجب العلم أن الحرية الشخصية حق مكفول للجميع بعيدًا عن قمع الآراء أو تغييبها، ويظل تكريس الإقصاء، ورفض الآخر أحد الأبواب التي تفتح التنافر والقطاعة، وتعكر صفو الحياة الحقيقية التي يتطلع الإنسان العيش فيها بسعادة.
همسة:
سوف تمضي بنا الأيام، ولن يبقى لنا سوى الذكريات.