بعد استقالة رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني بسبب معارضته لسياسة نظام الحمدين تعيش الأسرة الحاكمة في قطر أزمة جديدة؛ خاصة أن هناك عدم رضا في الأسرة الحاكمة على مايحدث في قطر هذه الأيام من انتهاج النظام سياسات لاتخدم مصلحة قطر والشعب القطري، وتزيد من عزلته خليجيًا وعربيًا بعد توطيد علاقاته مع إيران وتركيا، وهذا هو السبب وراء تقديم الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني استقالته من رئاسة الوزراء بعد أن أمضى ٧ سنوات في المنصب، وهو من المؤيدين لعودة العلاقات بين قطر والسعودية ودول المقاطعة، وهو من الجناح الذي يرى أن التباعد يؤثر على قطر اقتصاديًا وسياسيًا وأنه يجب على قطر أن تقدم تنازلات لدول المقاطعة؛ وذلك لمصلحة قطر أولًا، لكن نظام الحمدين هو الذي يتحكم في القرار وليس الأمير تميم، وزيارة الأمير حمد بن خليفة منزل الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني يؤكد أن نظام الحمدين مازال موجودًا، وهو الحاكم الفعلي لقطر في الوقت الحالي والأمير تميم مجرد صورة هو ورفاقه.
استقالة رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني تعني توقف جهود المصالحة مع دول المقاطعة في الوقت الحالي؛ خاصة بعد ازدياد النفوذ التركي على الأسرة الحاكمة والتحكم في القرار الذي أصبح في يد أردوغان فعليًا لكن قبل استقالة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، كانت هناك بوادر انفراجة في الأزمة خاصة بعد أن ترأس الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وفد قطر في القمة الخليجية الأخيرة التي عُقدت في الرياض، واستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتبادل معه الأحاديث الودية خلال اللقاء، وكانت الأمور في طريقها إلى الحل، وكانت كل المؤشرات تدل على بوادر انفراجة يقودها الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني الذي كان متحمسًا لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين قطر وكافة الدول الخليجية والعربية.
نظام الحمدين اختار الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيسًا للوزراء خلفًا للشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني والشيخ خالد من المقربين للأمير تميم منذ أن كان وليًا للعهد، وكان يشغل قبل ذلك منصب الديوان الأميري، وتلقى الشيخ خالد تعليمه في الولايات المتحدة، وكان يعمل في قطاع الغاز قبل أن يعمل لدى الأمير تميم، لكن يبدو أن نظام الحمدين اختار الشيخ خالد، ولم يختر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي كان قريبًا من تولي منصب رئيس الوزراء؛ لانه لايريد شخص له علاقة بالسياسة الخارجية لقطر؛ خاصة أن وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يعرف دهاليز السياسة الخارجية لقطر، وكان حاضرًا وشاهدًا على الأزمة مع دول المقاطعة منذ بدايتها، لكن هذا الرجل من الجناح الذي يميل إلى تقديم تنازلات والمصالحة مع دول المقاطعة، وهذا يتعارض مع سياسة نظام الحمدين.
النظام القطري يعيش أسوأ أيامه واستقالة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني سوف تفتح باب جهنم على نظام الحمدين الذي يحاول احتواء هذه الأزمة حتى لايكون هناك استقالات جديدة في الأيام القادمة تزيد من الانشقاقات داخل النظام، ولعل تغريدة الأمير تميم الذي قال فيها إن الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني كان جنديًا من جنود قطر، وسيبقى كذلك في خدمة هذا الوطن الغالي، وبعد هذه التغريدة قام الأمير الوالد حمد بن خليفة بزيارة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني في منزله، وقام جوعان بن حمد شقيق الأمير تميم بنشر صورة الزيارة على صفحته في تويتر، وهذا يؤكد أن النظام لديه تخوف من ازدياد الغضب داخل الأسرة الحاكمة بعد استقالة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، والنظام يدخل مرحلة جديدة من الأزمات التي سوف تؤدي إلى انهياره في النهاية.
قطر تعاني من أزمات كثيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي، وكل يوم يمر عليها تزداد عزلة بسبب سياسات نظام الحمدين والذي يأخذ قطر إلى المجهول، في ظل تمسكه بدعم جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الإرهابية الأخرى، ودعمه التدخل التركي في سوريا وليبيا، ودعم إيران والتقارب معها على حساب أشقائها في الخليج والأمن القومي العربي، لكن بلاشك أن قطر سوف تُعاني من الاحتلال التركي لسنوات قادمة، وسوف تصدق توقعات الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني الذي قالها خلال عزاء والدته، أخاف نندم على جية الأتراك، ولايطلعون بعدي.