(1) ومع العهد الوزاري الجديد يحق لنا أن نحلم بتشكيل لجنة وطنية لإعادة صياغة الإستراتيجية الثقافية التي تم العمل عليها في العهود الوزاريةالسابقة , ومن هنا يتبادر إلى الذهن موقفنا المعرفي /الأبستمولوجي من التعالق الثقافي مع الآخر .. وهل هي تتشيؤ بين استلاب وبناء !؟ أم أنها استوت على عودها مستقلة بهويتها التي تتكئ عليها إرثاً وفاعليه !؟.
(2) ولعل هذا التساؤل يفتح بعض المداخل التحليلية , فمجال التنمية الثقافية في بلادنا يعيش صراعاً طويل الأمد بين أجيال ومراكز قوى وأحزاب خفية تعمل على كبح جماح التغيير الثقافي والمجتمعي المأمول ويطرحون –ضمن رؤاهم الثقافية – مسألة الإستلاب والتبعية الثقافية والحضارية للغرب تحديداً , ويشتغلون على تخويف المجتمع من هذا المد الحضاري التغريبي ويقفون بهم في نمط الماضوية والخيرية وكأنهم بذلك يصدون ما يسمى عندهم بالغزو الفكري !!
أما ما يقوده التنويريون في مجتمعنا وهو ما يمكن أن نسميه يـ (البناء الحضاري والثقافي) من خلال اجتراح آفاق التحديث والتغلب على الممانعات الاجتماعية والتقدم نحو منطقة التمكين والحيلولة دون الجمود الثقافي , وبين هؤلاء و أولئك يدخل مجتمعنا الثقافي في مواجهات فكرية تضعف الثقافة وتحيلها إلى كائن مشوه ومهزوز لا يرجى منه نفعاً ولا فاعلية !.
(3) إن ما يعيشه مجتمعناً المثقف من هذه الصراعات الثقافوية تجعلنا أمام مفترق طرق : فإما أن يتوقف المد الثقافي الحضاري ونبقى في خندق الإستلاب الوهمي الذي أوجده فئة المثبطين /المعطلين /المناهضين لكل تغيير حضاري وثقافي , والمنغلقين على الذات والماضي والتراث !
وإما أن نخرج عن الأقواس فنصل إلى فئة البنائيين وهي الفئة الفاعلة /المنتجة /القادرة على التعاطي مع الجديد والدافعة للإنجاز والتقدم والتعالق مع الآخر !وهذا ما يمكن العمل عليه والاستمرار فيه حتى نحقق ما يسمى بالاستدامة الثقافية .
والحمدلله رب العالمين.