إن المملكة العربية السعودية –شرفها الله– على سائر البلاد بالحرمين الشريفين، فكانت منزلتها بين الناس أن جعلهم يتوجهون إليها في صلواتهم خمس مرات في اليوم والليلة.
ومن العبادات التي فرضها المولى على عباده فريضة الحج إلى بيته الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا؛ وذلك في أقدس بقعة على وجه الأرض وهي مكة المكرمة.
لقد جعل الله رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام انطلاقها من المدينتين العظيمتين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فألقى الله محبة المدينتين في قلوب المؤمنين للمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
إن المملكة العربية السعودية جهّزت نفسها منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز – رحمه الله – إلى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان في خدمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها لا تريد جزاء أمام أحد سوى ابتغاء مرضاة الله ونيل ثوابه، فشهد العالم ذلك من خلال قادتها الأبرار الذين هم على درب والدهم المغفور له الملك عبد العزيز سائرون، فأعز الله بهم الإسلام وقويت شوكته.
وبعد ظهور ظاهرة التطرف والإرهاب في العالم، وأراد الآخر إلصاقها إلى الإسلام، والإسلام بريء، لأنه كالشمس في وسط النهار، أبيض كاللبن وأحلى من العسل، وقف أولو الحكمة والدراية ببذل الجهود لمكافحة التطرف والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، ويرأس هذا الاتجاه بل يحمل لواءه الشاب الطموح، من جمع بين العزم والحزم، والفكرة وسداد الرأي إنه صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
استطاع أن يقود قافلة البناء في المملكة؛ وذلك بحماية المؤسسات الدينية من الغلو والتطرف، والدعوة إلى احترام الإنسانية التي نادى إلى ذلك ديننا الإسلامي الحنيف، فنجح – سموه – في ذلك، من خلال مركز الحرب الفكرية، والمركز وإن كان وجوده في المملكة العربية السعودية من حيث التبعية، ولكنه عالمي الغاية لدوره في توجيه رسالة الإسلام التي جاءت رحمة للعالمين.
وفي الوقت نفسه نجد بعضًا ممن يدعون العلم يتهجمون على القيادة السعودية، من خلال خطب ودروس، وهذا ما نسمعه عند البعض، والأدهى والأمر أن الإنسان إذا أراد الحديث عن غيره ينبغي الوقوف على معرفة من يتحدث عنه، وإن كان الأمر غير ذلك فقد نسبت إليه ماليس لك به علم، والقرآن يحدثنا عن ذلك ويحذرنا تحذيرًا شديدًا (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
ليتهم عملوا برد الجميل فالرسول صلى الله عليه وسلم أكد لنا فضل الاعتراف بالجميل، ورد الجميل بالمثل، وعند عدم الاستطاعة فالدعاء؛ لذا يقول: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ).
إن الاعتراف بالجميل ورده واجب علينا جميعًا نحو المملكة العربية السعودية لما تقدمه نحو الإنسانية من تعاون مستمر في شتى المجالات، والتعاون غير قاصر عند المسلمين فقط، بل العالم بأسره، كما هو معروف ومشهور في قضايا كثيرة كحادثة تسونامي في دول جنوب شرق آسيا.
إن الإسلام اليوم يواجه معركة من أصعب المعارك، وذلك من خلال قوم درسوا نصوصًا دون التريث في فهمها، والوقوف على معالمها، ومعرفة أسباب ورودها، فكانت النتيجة أن اختلط الحابل بالنابل، فتكونت من خلالها الجماعات والأحزاب، فأصبح كل حزب بما لديهم فرحون.
إن شخصية الأمير محمد بن سلمان خاضت معركة الجمود الفكري للقضاء على ذلك المرض الفتّاك، الذي يريد استئصال جذور التعددية الفكرية، والموهبة العقلية، فهو صاحب رؤية ٢٠٣٠م. والتي بدأت شجرتها تؤتي أكلها بتسهيل تأشيرة السياحة في المملكة، والمهرجانات الثقافية المختلفة.
-حفظ الله- المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
—————————
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا