المقالات

إجمالهُ وتفصيلها

فلسفة الإجمال والتفصيل، وربطهما بأجناس معينة ليس من باب فضول الكلام، بل يمكنك ربط ما سنقول مستقبلًا بما تعيش وقد تجد وجاهة، ولكن أيهما تُفضل؟

هناك من يربط الإجمال بالذكور، ويربط التفصيل بالأنثى، ولهم سابق في هذا وسلف فيما يذهبون.
ولو ذهبت لذات النقيض من منظور تفصيلي لوجدت فيه أحوال ودلائل واعتبارات أحكام وحجة منحت أحدهما دون الآخر بحسب السياق والمقام وهو كثير.

نعود لنقطة الانطلاق وهو سؤال الاستفتاح وماذا يمثلان لك ذينك النقيضين؟
ولن نتفق في حال واحدة، وهذا هو الصحيح والأكمل، ولكن لو سألتني لأجبت أن هذين الحالين بدرجة واحدة من الاهتمام، ويمثلان كلاهما واقع تلك الحالة التي أعيشها وردة الفعل التي أجسدها عند أي حادث ومع أي مقام، وستجدها عندي بحاليها للفعل ولردة الفعل بل سأتبناها وأدافع عنها كل بحسبه، والاحتياج سيبقى صاحب الموقف وراعي الكلمة فعندما أحتاج للإجمال في فعل ما وأراه يحقق ما أريد فليس من الذكاء أن أتجاوزه إلى التفصيل، وكذلك الحال مع الأخير.
وقل ذلك فيما أهتم له ويستفز انتباهي وما دون ذلك، وطبعي جدًا أن أطالب بالتفصيل، بل وأحيانًا بالتفصيل الممل حين يكون مدار الحديث ضمن دائرة الاهتمام.
قد يرتبط أحدهما بأحد الجنسين، وتراه جليًا في عالم الأنثى واهتمامها بالتفاصيل، ولكن تبقى دائرة الاهتمام هي الفيصل وتلك الأنثى التي يقال أنها عاشقة التفاصيل ستجدها بصدد أمر لا تطلب معه سوى الإجمال، ولن ترغب بالتفاصيل ولن تحفل بها؛ لأن ذلك الموقف وأحداثه باختصار هو خارج دائرة الاهتمام.
من يعيش قصة حب مثلًا، ويأتي السياق علي من يحب لن يرغب في تلك الحالة بالإجمال مع أن الرجل ليس من محبي التفصيل كما تعلمون، وهذا يؤكد أن الحالتين تزيد وتنقص كل بحسب حاجته وبقعة دائرة الاهتمام مع عدم إغفال ما سبق.
ترتبط البلاغة كثيرًا ببحر الإجمال كالإيجاز مثلًا، بل إن البلاغة تعرف بأنها الايجاز ومع ذلك ليس بالضرورة أن يأخذ التفصيل صفة الضدية، وهذا يعيدنا إلى فلسفة المقال والمقام وماهية الاحتياج.
ونخلص من هذا إلى عدم ارتباط الإجمال والتفصيل بنوع دون نوع أو جنس دون آخر على الأقل في وجهة نظري، وأن الحكم في هذا هي دائرة الاهتمام ونوع السياق وحاجة إيصال الفكرة وتبليغ المراد.

غرد بــ
الإجمال والتفصيل حالان يحددهما دائرة الاهتمام، ويثريهما حال الفعل ورده.
——————-
@ryalhariri

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button