رؤية المملكة هدية واستثمار

تعيش المملكة العربية السعودية تجربة ثرية جدًا؛ لتحقيق رؤية غير مسبوقة تاريخيًا كتحول شامل في كل مناحي الحياة اجتماعيًا واقتصاديًا، وقد يكون صحيحًا بأن هنالك من سبقنا في الخصخصة، ولكن تاريخيًا كانت مجزأة وبمراحل متفرقة، وبأدوات قديمة عكس مايتم لدينا في هذا الوطن، وقد يأتي قائل ليقول بأن الأمر كله عبارة عن خطة استيراتيجية مكتوبة، ويتم تنفيذها بينما الواقع عكس ذلك تمامًا فما هو مكتوب يعتبر أسهل جانب في قصة الرؤية والتحدي الحقيقي يكمن في التنفيذ والمنفذين للبرامج والمبادرات، ومنها برنامج التحول الوطني، وهو المحور الرئيسي في صناعة المنتج المستقبلي والنهائي للرؤية وهو الميدان الرئيسي لممارسة التنفيذ، وتراكم الخبرة والاستثمار الحقيقي للمواطن السعودي من الجنسين في كافة القطاعات، وهو أصعب مراحل الخصخصة والتغيير، وما سيأتي بعده أو يكون مصاحبًا له من محاور وبرامج داخل الرؤية سيكون أخف صعوبة وأسرع تنفيذًا -بإذن الله- فنجاح أي خطة استراتيجية في أي مجال يحتاج دعم من القيادة العليا وإيمان بالنجاح للمنفذين، فكيف يكون الحال حين يكون صانع الرؤية وقائد فكرتها وتنفيذها هو ولي العهد وداعم كل مكوناتها وحاميها بأمر الله هو الملك والمنفذون لبرامجها هم شباب آمن برفعة الوطن والتحم مع قيادتها.
كل هذا يقود إلى أننا نمر بمرحلة صناعة وكتابة تاريخ جديد لوطن شاب، وأننا في الطريق الصحيح -بإذن الله- إلى تحقيق شامل للرؤية وتنفيذها حسب المسار المرسوم لها.

وباللغة الاقتصادية البحتة يعتبر ذلك منتجًا قابلًا في شكله النهائي للتطبيق والاستثمار في مكان آخر، وفي موقع آخر على سطح الكرة الأرضية، ونحن بهذا التوقيت نملك الكثير من الكوادر الوطنية المشاركة في إدارة التحول والخصخصة داخل مختلف القطاعات، ونملك الوثائق، ونملك أدوات القياس، ونملك خبرة تجاوز العقبات، ونحتاج لوضع كل ذلك في منتج واحد يدون تباعًا بفكر اقتصادي
واستثماري في مجال تطوير المجتمعات ورفاهية الحياة، وخصخصة القطاعات الحكومية من مرحلة التحول حتى الوصول لتحقيق كامل الرؤية، وهو مجال
في تصوري له يمتلك خبراء ومنفذين لرسم البرنامج الخاص لهذا المنتج من البداية، والتي مازلنا نعيش جزءًا من مراحلها، حتى الوصول إلى تحقيق كامل الرؤية،
وقد يأتي من يقول التوثيق يكفي وفي ذلك جزء من الصحة، ولكن التوثيق وحده لن يكون كافيًا لتسويق
الرؤية بشكل اقتصادي بعد انتهاء برامجها كاملة عام 2030.
منتج رؤية المملكة 2030 في صيغته النهائية عام 2030 يمكن أن يكون هدية لدول صديقة، ويمكن أن يكون منتجًا اقتصاديًا واستثماريًا تم صناعته ورعايته وتنفيذه بفكر ولي عهد أمين، ودعم ملك حزم وعزم وشارك فيه شعب آمن شيبه وشبابه بقيادته ورفعة وطنه.
هذه فكرة أتمنى أن يتم دراستها؛ بحيث يكون ضمن برامج أو محاور الرؤية برنامج أو محور يكون تحت أي مسمى مثل إرث الرؤية، ويفضي في شكله النهائي إلى ثلاث منتجات ذات توجه استثماري للرؤية، شركة استشارية وأخرى تنفيذية بكوادر سعودية كاملة وإخراج كتيب استشاري أكاديمي وتنفيذي تفصيلي للرؤية مترجم لعدة لغات، يهدى للصديق أو يستثمر اقتصاديًا في التطبيق الأمثل للخصخصة الشاملة للقطاع الحكومي والتطوير الشامل للوطن أي وطن كتبه ونفذه وطن اسمه المملكة العربية السعودية ورسالة سلام لشعوب الأرض.
——————-

عضو مجلس منطقة مكة المكرمة
والمدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com