من الممكن أن تجامل إنسانًا وتكسب وده، لكن بطريقة صحيحة وسليمة لا تضخم فيها مهامهم ومسؤولياته، أو تنقص من مهام الآخرين وحقوقهم.
وتحت عنوان “سبع مؤسسات للطوافة بدل ســت ؟!” قرأت مقالًا بإحدى الصحف الإليكترونية، تحدث فيه كاتبه عن مؤسسات الطوافة الأهلية، مشيرًا إلى هناك خمس مؤسسات تخدم ثلثي الحجاج القادمين من خارج المملكة، في حين تتولى مؤسسة حجاج جنوب آسيا خدمة ما يقارب ثلث الحجاج سنويًا !
وقبل السرد في مضمون المقال أتوقف قليلًا لأقول إن بعض من يتناولون الحديث عن مؤسسات الطوافة إما أن يكونوا ناقمين فيكيلون التهم ويجيرون الأخطاء عليها وعلى مسؤوليها ومنسوبيها، أو مجاملين لهذه المؤسسة أو تلك فيمنحوها من كلمات المديح والثناء الكثير معتقدين أنهم بذلك سيحظون برضا هذا المسؤول أو ذاك، ولهؤلاء أقول إن زمن الوظائف الشرفية التي كانت تمنح لمن يمدح ذهب دون رجعة، ولن تنالوا بمديحكم مكافأة مقطوعة أو موصولة.
ومن الأخطاء التي أوردها الكاتب قوله “يصل عدد مكاتب الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسة حجاج جنوب آسيا ( 140) مكتبًا تقدم خدمات الاستقبال، والتسكين، والإعاشة، والتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتطويف، والتصعيد والنفرة، والتسكين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر وغير ذلك ….. “.
وسأتوقف هنا لأقول بأن مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية لديها 156 مكتبًا، أي بزيادة نحو ستة عشر مكتبًا عن مؤسسة جنوب آسيا.
أما قوله بأن هذه المكاتب تتولى تقديم “خدمات الاستقبال والتسكين، والإعاشة، والتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتطويف، والتصعيد والنفرة والتسكين في مكة المكرمة”. فجميع مكاتب مؤسسات الطوافة تقوم بهذا العمل، وليس مؤسسة جنوب آسيا وحدها.
وإشارته إلى أن مكاتب مؤسسة جنوب آسيا تتولى “التسكين في مكة المكرمة والمدينة المنورة”، قول لا صحة له فمؤسسات الطوافة مسؤولة عن الأشراف على مساكن الحجاج بمكة المكرمة فقط، وفي المدينة المنورة هناك المؤسسة الأهلية للأدلاء ولها مكاتبها التي تقوم بهذه المهام، فكيف تسند للمؤسسة مهام لا تقوم بها ؟
والقول بأنه ” كانت الفرصة مواتية ولا تزال أمام وزارة الحج والعمرة مع التحول المؤسسي لمؤسسات أرباب الطوائف؛ لتقسيم وتوزيع حجاج جنوب آسيا على مؤسستين يراعى في كل منها التجانس الاجتماعي والتقارب الثقافي بين أفرادها”، فليتك قبل كتابتك لهذا المقال عدت لمصادر التاريخ، وقرأت كيفية إنشاء المؤسسات التي جاءت بناء على التوزيع الجغرافي للدول.
كما وأن “العادات والتقاليد” التي تتحدث عنها نراها واحدة في هؤلاء الحجاج، فسكان دول جنوب آسيا وإن اختلفوا في بعض توجهاتهم السياسية إلا أنهم متفقون في الكثير من العادات والتقاليد والأطعمة، مثلهم في ذلك مثل حجاج جنوب شرق آسيا.
أما القول “إن أكثر من نصف المشاكل التي تحدث سنويًا في موسم الحج مصدرها حجاج جنوب آسيا، ومعظمها بسبب هذا الوضع الخاطئ” فهو قول خاطئ لا يستند لمعلومة صحيحة، فالمشاكل التي يتعرض لها الحجاج تدون في محاضر رسمية بوزارة الحج والعمرة، وهناك جهات رقابية أخرى تدون محاضرها في حال وجود أي مشكلة يتعرض لها حاج أو نقص في الخدمات، فكم عدد المحاضر التي دونت بها مشاكل الحجاج ؟، وكم نسبة المحاضر المسجلة بحق مؤسسة جنوب آسيا ؟
إن كانت هناك معلومة صحيحة وموثقة فلابد من إيضاحها للقراء، لتتضح الحقيقة.
واستناد الكاتب لإحصائية الهيئة العامة للإحصاء في حج 1440هـ التي أشارت إلى أن “نسبة عدد حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية 61%” ولا يعني هذا بالتأكيد أن مؤسسة جنوب آسيا هي وحدها من تولت خدمة هذه النسبة من الحجاج، فحجاج الدول الآسيوية موزعون بين مؤسسات ثلاث هي مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا، ومؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، وترتبط تركيا في التوزيع بقارة آسيا، كما وأن هناك حجاج قادمون من دول آسيا الوسطى، التي كانت تحت الحكم السوفيتي إبان سيطرة الاتحاد السوفيتي على دول آسيا الوسطى وبلاد ما وراء النهر، فكيف يلغى الكاتب دولًا تقع في هذه المناطق، ويجير خدمات حجاجها لمؤسسة جنوب آسيا ؟
أملي ألا يقحم الكاتب أو غيره أنفسهم ويتحدثوا عن قضايا يجهلونها.
مطوف أحمد
أليس حجاج إيران من الدول الآسيوية؟؟
إذن
حجاج الدول الآسيوية يخدمونهم ( ٤) اربع مؤسسات منهم مؤسسة مطوفي حجاج إيران.
اتهمتني إما حاقد أو مجامل ؟ لا خيار ثالث ؟ كاني منحاز لضيوف الرحمن؟ اتحداك لو أعلنت من جاملته في هذا المقال؟ ثم اسمح لي اوضح لك ولو جزئية واحدة ؟ قلت مكاتب الدول العربية اكثر عددا وهل هي تخدم نفس العدد من الحجاج؟ ما يقارب 600000 حاج وحاجة سنويا