شئنا أم أبينا وأيًا كان فنحن نعيش ضمن دائرة التشويه كعامل ناشط في التشويه أو عامل واقع تحت طائلة التشويه.
هنا نقف قليلًا مع المصطلح، وأنه استدعاء كافة الحيل، وتضافر الجهود لخروج شيء مما كان عليه إلى ما هو أسوأ، كما يريد صاحب ذلك التوظيف وإنزال الأمر من مستواه إلى آخر بصرف النظر عن درجة الحسن والقبح الذي تحول منه وإليه، فالجميع يعرف التعريف، ويخفى عليه صاحبه.
التشويه فعل واحد بردات فعل متراوحة بحسب الفعل وقوته.
وتختلف درجات التشويه من ترأسٍ له إلى التقرير به أو السكوت عنه، ولا شك أنه بجميع مستوياته يعد ظلمًا وبهتانًا، وضعفًا يعتري ذلك المشوه وانحدار مخزي جميعنا يحذره وننأى بأنفسنا عنه أو هكذا نريد.
بعض التشويه عمل فردي قد نمارسه في مجتمعنا ولا تخلو نقاشاتنا منه، وبعضه الآخر مؤسسي منظم ونراه بكل وضوح في العمل السياسي، ويكون جليًا فيما تتبناه الحكومات، وترصد له الميزانيات، وتعدد له الطرق، وتذلل له العقبات.
اختلفت نتائج التشويه كثيرًا بين ما كان وما هو كائن؛ وذلك بسبب ثورة المعرفة، وتعدد وسائل الحصول على المعلومة، وقلة احتكار المؤسسات لها.
لازلت الأرض مليئة من أولئك الذين يبخلون على أنفسهم في تحري ما يسمعون واكتساح الثقة لكل ما تبثه تلك المؤسسات وأولئك الأفراد والتي جعلت منهم ضحايا على مشانق التشويه، وسرقة العقول وطمس الحقائق.
مع العلم أن هذا الموضوع يستحق أكثر من مقال وأعمق من فكر فمجاله يتوسع والعالم يطلب المزيد، ومن كان يتخيل أن رسائل(واتساب) مثلاً ستكون ساحة خصبة وميدان جاذب للتشويه، ونرى بعض الشركات تسعى حاقدة لتشويه مناغس وإخفاء حقيقة من خلال بث رسائل مطولة مشوقة بالصور والتعليل، والأمثلة تستدعي الباحث أكثر من أن تتوارى عنه.
قد تناقش أحدهم في أمر ما، ولا تجد في جعبته إلا سخافات لا تنطلي حتى على الحمقى، وهذا ما يفسر تشبعه بدور الضحية مع كل عملية تشويه.
التشويه والتشويه المضاد يعيش معنا الآن كبعض أساسياتنا، وتدور عليه الكثير من أحداثنا بل وتجد فيه من جعل من نفسه محصل تشويه إما بحثًا أو ترويجًا.
سؤال بمثالية، ولكن يحتاط بالبواقع كثيرًا، وهو متى نصبح مقبرة لذلك التشوين؟
وهذا الحد الأدنى من الواجب وقليل التجاوب.
غرد بـ
كن في التشويه كابن لبون.
Ryalharir