ذاكرة الأمة والوطن هو جسر يصل الماضي بالحاضر، تلك هي المتاحف بفنونها وتصنيفاتها المتعددة، والتي تُعد واجهة حضارية تنشر الوعي والتعليم والثقافة فضلًا عن كونها دليلًا سياحيًا بارزًا للسياح وقاصديها.
بلادنا تضم اليوم ما يزيد عن 200 متحف بين حكومية؛ وخاصة منها التعليمي والثقافي والتراثي، وتضطلع المتاحف بدور هائل خاصة بعد أن حددتها وزارة الثقافة ضمن 16 قطاع فرعي ستركز جهودها وأنشطتها عليها.
أعتقد أن تعزيز التراث وتنمية قطاع المتاحف في المملكة اليوم تشهد جهودًا متواصلة مواكبةً للدعم اللامحدود الذي يناله القطاع الثقافي، ولعل بوصلة الاتجاه نحو إدارة المتاحف والتسويق لها والعمل على إثرائها بالعديد من الفعاليات والأحداث ستشكّل زخمًا في تفعيل دورها وإظهار تاريخنا وحضارتنا للزوار.
أجدني منبهرًا بالنقلة النوعية والإضافة المرتقبة التي سيشكّلها برنامج الابتعاث الثقافي في العديد من البرامج الثقافية لخدمة قطاعات الوزارة؛ خاصة فيما يتعلق بإدارة المتاحف، إذ إن من شأن هذا التخصص أن يحدث فارقًا في العمل بمنظومة القطاع المتحفي، ويقدم العديد من الأفكار التي ستنقله إلى مستوى متميز للغاية.
أدهشني جدًا المتحف الوطني بالرياض، وهو من أهم المتاحف التي تجسد روح العصر وتُظهر آثار السعودية بطريقة جديدة رائعة، ساعتان قضيتها وأنا مشدوه بالعرض الذي كان مختارًا بعناية يحكي تاريخ بلادنا على مر العصور، فيما تزخر قاعات العرض بالعديد من وسائل العرض المتحفي الحديثة، والتي تجعل القطع المعروضة حية تدخل قلب كل زائر… والجزيرة العربية هي محور العرض المتحفي، وذلك منذ بداية التاريخ وحتى العصر الحديث.
مستقبل مشرق ينتظر قطاع المتاحف، ووزارة الثقافة تريد أن تكون تنميته بسواعد شباب الوطن تجسيدًا لمرتكزات رؤية المملكة الطموحة 2030 التي أحدثت الفارق، وعزّزت التطلع نحو عنان السماء مثلما قال عرّاب رؤيتنا سيدي الأمير محمد بن سلمان.
النمو المضطرد الذي بدأ يشهده قطاع المتاحف مؤشر لأفق أكثر اتساعًا ينتظر من شبابنا الهمة والعزم والعمل؛ لتحقيق رؤية قيادتنا من أجل تنمية وطننا العظيم.
0