(1) … تعودت – منذ فترة – أن أجرب حافلات النقل الجماعي في مواصلاتي داخل مدينة جدة أو أثناء زياراتي لمكة المكرمة والمدينة المنورة لأكتشف عالماً آخر غير الذي اعتدته مع النخب الثقافية!!
اكتشفت – بالصدفة – أن الشركة السعودية للنقل الجماعي والمشهورة (شعبوياً) باسمها الأجنبي (سابتكو SAPTCO) ذات نصيب وافر من هذه الخدمة. وللثقافة والمعرفة أقول إنها تأسست عام 1399هـ شركة مساهمة سعودية وصدر الأمر الوزاري للعمل في نقل الركاب على شبكات الطرق العامة داخل المدن السعودية وفيما بينها.. ثم توسعت – فيما بعد – لتخرج إلى النطاق الدولي فوصلت خدماتها إلى (ثمان دول خليجية وعربية).
وقد حدد مدة العقد لمدة 15 سنة. ثم جدد في العام 1414هـ لمدة خمسة عشر عاماً أخرى. وجدد لها عام 1429هـ لمدة خمس سنوات، وفي العام 1434هـ جدد للمرة الرابعة لمدة 3 سنوات وهانحن الآن في عام 1441هـ وبالتأكيد فقد توالت أعوام التجديد حتى عامنا ها لما لمس فيها من تفاعل إيجابي، وخدمات متميزة، ونجاحات متكررة.
تملك هذه الشركة حوالي 4500 مركبة ويستفيد من خدماتها حوالي 385 مدينة وقرية وهجرة سعودية في مختلف أنحاء المملكة. [انظر الشبكة العنكبوتية، موقع الشركة].
* * *
(2) إذا تصورنا هذا الزمن الممتد ما بين 1399هـ وحتى 1441هـ تقريباً (اثنين وأربعين عاماً)، وتساءلنا ماذا قدمت هذه الشركة الوطنية، لثقافتنا السعودية – نشراً وتعريفاً – على متن حافلاتها فقط؟! وهنا أقترح أن تحاول الشركة عبر مشروع وطني ثقافي، – وبالتعاون مع وزارة الثقافة ،ووزارة الإعلام ووزارة السياحة الجديدة، ووزارة التعليم – تجهيز الحافلات بالبرامج الثقافية والتراثية والسياحية والأدبية والمسرحية وعرضها على شاشات تلفزيونية مخصصة في الحافلات للنشر والتعريف بثقافتنا السعودية سواء على الرحلات المحلية أو الداخلية أو الدولية.
* * *
(3) أقول هذا الاقتراح، وقد ارتسم في ذهني وذاكرتي موقفاً إنسانياً وثقافياً حيث تجاورت مع أحد الركاب في إحدى هذه الحافلات التي تنقل المعتمرين والركاب من الحرم المكي الشريف إلى الزاهر فالعمرة في جولات ترددية، فدار الحوار والنقاش حول الأبعاد الثقافيةوالتراثية التي تتميز بها مكة المكرمة، وعدم معرفته بها ويتمنى أن يراها ويسمع عنها طالما أنه في مكة خلال زيارته وعمرته!!
وبالصدفة الجميلة كان سائق الحافلة أحد إخواننا من السودان الشقيق واسمه مهند عمر، والذي عرفنا على المراقب السعودي/ مأمور التشغيل الأخ يوسف كاتب وكانا نموذجين ثقافيين خلقاً، وسمتاً، وحديثاً، وتفاعلاً مع الركاب بساطة ومرحاً وروحاً إنسانية، يشكرون عليها.
مثل هذه النماذج تؤكد حاجتنا لنشر الثقافة السعودية والتعريف بالشخصيات المجتمعية والفعاليات الأدبية عبر هذه الحافلات التي يؤمها الكثير والكثير من مختلف الأجناس والثقافات والبلدان.
آمل أن تجد هذه الدعوة صدى لدى القائمين على شركتنا السعودية للنقل الجماعي، والله من وراء القصد.
والحمد لله رب العالمين.
د يوسف حسن العارف
جدة 29/6/1441هـ