يعتبر تمسك المملكة لنهجها الإنساني في تقديم المساعدات الإنسانية للجهات المتضررة في كافة أرجاء العالم ولمنظمات الإغاثة الدولية ركنًا أساسيًا في تعاملات المملكة مع مجتمعها الدولي، وامتدادًا لدورها ورسالتها الإنسانية التي اضطلعت بحملها منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وهو ما وضعها ضمن الدول الرائدة في هذا المجال، وحيث تقدم المملكة هذا العطاء الإنساني السخي المتعدد الأوجه دون أي تمييز جغرافي أو ديني أو عرقي.
وكانت أولى المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة في عهد الملك عبد العزيز عام 1950 بمبلغ 100 ألف دولار – رغم محدودية إمكاناتها في ذلك الوقت – حين تعرض إقليم “البنجاب” لفيضانات مدمرة.
وقامت المملكة بدور إنساني كبير في دعم اللاجئين العراقيين خلال حرب الخليج الثانية، وتم إنفاق أكثر من مليار دولار أمريكي؛ لتأسيس مخيم رفحاء لتوفير ملاذ آمن للاجئين العراقيين وتأمين احتياجاتهم. كما فتحت المملكة أبوابها على مصراعيها لعشرات آلاف اللاجئين السوريين، وقدمت لهم كافة التسهيلات التي وفرت لهم العيش الكريم على أراضيها، دون أن تضعهم في معسكرات أو مخيمات في العراء، كما فعلت العديد من الدول.
وطبقًا لأحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة مع مطلع هذا العام (2020)، احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة عالميًا والأولى عربيًا من حيث توفير المساعدات الإنسانية.
ووفقًا للأرقام المنشورة مؤخرًا على منصة خدمات التتبع المالي للأمم المتحدة، ساهمت المملكة بمبلغ 1281،625.265 دولارًا (4808،021.026 ريال سعودي أو 5.5 بالمائة) من إجمالي الإنفاق الدولي على برامج الإغاثة.
وقد دأبت المملكة على تقديم المساعدات العينية والمادية للمنكوبين وضحايا الزلازل والبراكين والتسوماني والحروب الأهلية من شتى أنحاء العالم.
وتعد المملكة في مقدمة دول العالم التي قدمت مساعدات سخية للاجئين منذ تأسيسها؛ خاصة للاجئين الفلسطينيين عبر (الأونروا)، ويذكر أن المملكة قدمت 50 مليون دولار للأونروا خلال القمة العربية التي عقدت في أبريل 2018 في الظهران (قمة القدس).
ويقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تأسس عام 2015 بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في العالم، وحيث استفادت أكثر من 37 دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي يقدمها المركز بالتعاون مع 73 شريكًا من المنظمات والهيئات الإغاثية المحلية والدولية، أبرزها برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للأطفال ”يونيسيف“، ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتعد عملية ”إعادة الأمل“ لمساعدة الشعب اليمني، أولى البرامج التي تولاها المركز بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ويعتبر الدعم المالي بقيمة 10 مليون دولار الذي قدمته المملكة مؤخرًا لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة لجميع دول العالم لمحاربة انتشار الفيروس، يعتبر مظهر آخر من مظاهر ريادة المملكة للعمل الإنساني على المستوى الإقليمي والدولي، إلى جانب ما يعكسه من حرص القيادة الرشيدة على تجنيب المنطقة والعالم من مخاطر هذا الفيروس.
———————
مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا