كلنا ترد إليه نماذج لشخصيات عالمية، ورجال أعمال يقدمون خدمات إنسانية مجانية حين تلم بالناس كوارث طبيعية، أو صحية ككورونا حاليًا، يقابل هذه الأخبار تهكمًا، وسخرية من المتلقي برجال المال، والأعمال لدينا؛ بل وفي الوطن العربي؛ إذ يرون في التجار في الوطن رجال أعمال يستغلون الظروف لرفع الأسعار إذ زاد الطلب نتيجة ظروف ما كما هو الحاصل حاليًا نتيجة الوباء العالمي كورونا، ارتفاع أسعار وقد يكون الاحتكار للسلعة طمعًا في رفع سعرها لزيادة الطلب وقلة العرض.
الإسلام الدين الرحمة جاء بالإيثار، وجعل منه قيمة فاضلة، وكان سلوكًا يبرز في الأزمات التي تطرأ، ففي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدر أن يكون هناك عام مجاعة سمي بعام الرمادة اشتكى الناس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما كان من الصحابي الجليل ورجال الأعمال في زمانه عثمان بن عفان إلا أن يكون مثلًا للتاجر المسلم الذي لم يستغل الظروف فحين قدمت قافلته التجارية محملة بالأرزاق عرض عليه بعض تجار ذلك الزمن بيعها، وجعل الدرهم درهمين وهو يرد عليهم لقد أعطيت أكثر وكلما عرضوا عليه ربحًا مضاعفًا كان يقول: أعطيت أكثر أفعندكم زيادة فقالوا: لا فقال: “إني أشهد الله إني جعلت ما حملت هذه العير صدقة على فقراء المسلمين لا أبتغي من أحد درهمًا، و لا دينارًا، وإني أبتغي ثواب الله ورضاه”.
إنها أخلاقيات التاجر المسلم تظهر وقت الأزمات، وحاجة الناس للضروريات، ونحن اليوم نواجه وباء عالميًا إن لم يؤثر على صحة البعض فقد يؤثر على المستوى المعيشي لبعض الأسر ذوي الدخل المحدود أو الأقل من خلال الطلب على بعض السلع الصحية الوقائية.
ولقد يخشى البعض كذلك من احتكار بعض السلع لكثرة الطلب عليها طمعًا في رفع الأسعار إن لم يكن هناك رقابة صارمة تحد من هذه الظاهرة.
النظرية الاقتصادية المسماة بالعرض والطلب مختصرها، كلما زاد الطلب زاد العرض وارتفعت القيمة، هذه حقيقة نشاهدها؛ ولكن يجب أن تكون في الرخاء وارتفاع دخل الفرد.
تجار الوطن الكرام ما نريده منكم هو: الإنسانية منكم في عام كورونا، ونذكركم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحتكر إلا خاطئ”، وقال: “من احتكر فهو خاطئ”.