سلمان الشهري

السلام نظر

السلام عند اللقاء والمصافحة من آداب الإسلام وأخلاقه الكريمة، فهي تعبير عن المحبة والمودة بين المتصافحين، كما أنها تذهِب الغِل أو الحقد والكراهية بين المسلمين.

وقد جاء في فضلها حديث عظيم جليل يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد كانت المصافحة من العادات المشهورة بين الصحابة رضوان الله عليهم.
فعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: هَلْ كَانَتْ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: نَعَمْ. رواه البخاري.
ولكن يبدو أن عِبارة (السلام نظر) التي تتردد في أوساط المجتمع خصوصًا عند قدوم أحد في حضرة من يتناولون طعامًا أو مشغولين بأمر ما ستصبح واقعًا وبقوة كبديل عن المصافحة والمعانقة التي اعتادت عليها المجتمعات الإسلامية خصوصًا العربية منها، كإجراء احترازي للوقاية من انتشار فايروس كورونا.
كما أن الخجل والحياء من فعل ذلك يجب أن يرفع، فالصحة والسلامة والعافية فوق كل اعتبار.
والأصل في السلام أنه سنة، ويتحول إلى الوجوب فيما يتعلق بالرد.
كما يجب أن يلتمس الإنسان العذر لمن لم يمد يده للمصافحة أو المعانقة؛ لأن الاحتراز من المرض، والأخذ بالأسباب المؤدية إليه واجب؛ لكون حفظ النفس من الضرورات الخمس التي جاءت بها الشريعة الإسلامية في الوقت الذي يكون فيه السلام سنة.
وقد نحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق ذلك، كما أن نشر الوعي بوسائل السلامة للوقاية من هذا المرض مهمة للمجتمع والتي منها ترك المصافحة؛ لكونها وسيلة لنشر هذا المرض وعلينا أن لا نتردد في قول: السلام نظر لمن نقابله.
وقى الله الجميع من كل مكروه، وحفظ لنا أمننا وصحتنا أنه جواد كريم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button