المحليةالمقالات

مُتطرفو اليمين .. ومُتطرفو اليسار

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]مُتطرفو اليمين .. ومُتطرفو اليسار !![/COLOR][/ALIGN]

ما أشبه الليلة بالبارحة ، هذه المقولة تنطبق تماماً على مُتطرفي اليسار حالياً ، بعدما كانوا بالأمس القريب من مُتطرفي اليمين ، بل بعضهم كان مُتطرفاً شديداً جداً في أقصى اليمين ، ما جعل بعضهم يقوم بتفجير محلاً للفيديو في مدينته ! ولأن التأريخ سجل لنا ، فأردنا الاستشهاد بذلك ؛ حتى لا يَنسى في خِضِمِّ انشغاله في كِتاباته ( بعدما أصبح يكتب في أشهر الصحف الورقية بالمملكة) والتي تُعَدُ ـ أي كتاباته ـ في خانة اليمين المُتطرف اليساري والتي دائماً ما تكون ضِد التيار الديني ـ على حد تعبيرهم ـ فمرةً تكون بالتحريض والتأليب عليهم ، وأُخرى تكون بالهمز واللمز بالعلماء وطلبة العلم ، ووضح ذلك جَلياً من خلال صيدهم ـ إن صح التعبير ـ المتمثل في ظهور أصحاب الفتاوى الشاذة والتي حظيت بتأييدٍ مُطلق من قبل بعض الكتاب الليبراليين والذين فرحوا بذلك ، مُرجعين ذلك إلى خروجهم من عباءة المدرسة الدينية ، بحسب تعبيرهم !

وإن تعجب ؛ فَعَجَبٌ حالهم ، ما أن ينتكس بعضهم ويَرتدُ فِكرياً ؛ حتى يبدأ في مُهاجمة العُلماء وطلبة العلم وكل من ينتسب لطائفة المتدينين ، بعدما كان هو يُعَدُ من طائفتهم في عَهْدٍ مضى على الأقل شكلاً ، لا مضموناَ ، أوَ كأنَّهم هُم السبب في انتكاستهم تلك ، ونسوا أو تناسوا المساكين أنهم كانوا من ضِمن فِئة المُتشددين ، والذين عبرت عنهم في عنوان المقال بـ ( متطرفو اليمين ) وذلك مِصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ([COLOR=green] لا يُشاد أحدٌ في هذا الدين إلا غلبه [/COLOR]) أو كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

[COLOR=crimson]ويزداد العجب فوق العجب السابق ، عن العلاقة بين انتكاستهم وبين قبولهم ككُتاب مرموقين في أشهر الصحف المحلية ، مع أن بعضهم مؤهله الأكاديمي لا يؤهله لِكتابة موضوع إنشائي في حِصة التعبير في المرحلة المتوسطة ![/COLOR]

وهم يعتقدون أن الصحف تفتح لهم أذرعتها وصفحاتها من أجل فِكرهم الراقي ـ مساكين ـ غير أن الحقيقة التي غابت عنهم ولا يودون الاعتراف بها أن إعطائهم زوايا رئيسية في الصحف والتي لم يكونوا يحلموا حتى بالكتابة على صفحاتها ( [COLOR=crimson]في صفحة القراء [/COLOR]) إنما كان بسبب خروجهم من عَباءة المُتدينين ، وممارستهم لجلد رُفقاء الأمس والذين لم يكونوا مثلهم إلا شكلاً فقط كما أسلفت ، بينما كان فِكرهم خاوٍ ، وهم في حقيقتهم قد اتبعوا قاعِدة ( [COLOR=crimson]خالِف تُعرف !![/COLOR] ) .

وأود أن أُذكر أُولئك القوم بقول الشاعر العربي :

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]سامِح ولا تستقصي حقك كُلِهِ
وأَبقي فلم يستقصِ قَطُ كريم ُ

ولا تغلو في شيء مِنَ الأمرِ واقتصد
كِلا طرفي قصدِ الأمورِ ذَمِيمُ !![/ALIGN][/COLOR]

طبعاً الشاعر هنا يقصد الصفح والسماح لمن ظُلم ، بينما أولئك القوم ظلموا أنفسهم ولم يظلمهم أحد ، ولقد ذمَّ الشاعر هُنا الغلو والذي هو مُجاوزة الحَدِّ ، إضافةً إلى ذم كون الشخص إما أن يكون في أقصى اليمين أو أقصى اليسار ، فَذَلِك خُلُقٌ مَذمُوم ، ولكن لا عَجَبَ أنهم كانوا في أقصى اليمين المُتطرف ، وبعد ذلك انتكسوا ، وبالمقابل أصبحوا في أقصى اليسار المُتطرف ؛ فالتوسط فيما يبدو مَلغي من قاموس أولئك القوم ، وذلك مَرَدَّهُ لِقلة عِلمهم وإدراكِهم ، وإلا لما كانوا كذلك ، والله الموفق لكلِ خيرٍ سبحانه .

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ماجد بن مسلم المحمادي
كاتب صحفي
[/COLOR]alharbi5555@gmail.com
[/ALIGN] [ALIGN=RIGHT][IMG]https://www.makkahnews.sa/image/magal.jpg[/IMG][/ALIGN] [ALIGN=RIGHT][URL=https://www.makkahnews.sa/articles-action-show-id-507.htm]مُعَاناة .. مواطِنة مَهْمُومَة[/URL] [URL=https://www.makkahnews.sa/articles-action-show-id-503.htm]هذه العَمَالَة .. متى ترحل ؟[/URL][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى