عبدالله غريب

فيروس كرونا رُبّ ضّارة نافعة !

نعم رُبّ ضّارة نافعة رغم ما أصاب الناس من هلع بسبب فيروس كورونا الذي انتشر في أقل من شهر في دول العالم وخلف ضحايا بين وفيات وحجر صحي وتعطيل لعجلة الحياة الدينية والدنيوية ورغم الخوف الذي أصاب الناس على مستوى الكرة الأرضية بعد أن دخل بدون استئذان لأكثر من مائة دولة ورغم كل الجهود التي تبذلها دول العالم ومنظماته ووزاراته الصحية والأمنية وبرامجه التثقيفية يتصدر بلدنا المملكة العربية السعودية ولله الحمد دول العالم في مبادرة التعامل مع هذا الوافد الضيف الثقيل بكل هدوء وبطرق احترازية عصرية استباقية وعلاجية ولأن أول الحالات ظهرت بتمرير خبيث من عدوة الإسلام والعروبة باب الشر من الشمال الشرقي ” إيران ” والتي سبق وأن تنبأنا بدورها الخفي في مقالين سابقين في استخدام هذا الفيروس وتصديره للمملكة عبر أشخاص وطرق وإن كانت مختلفة إلا أنها موحدة في آلية الوصول عبر خونة أظهرهم الله بواسطة هذا الفيروس وبشكل موجز نردد ونقول ” رُبّ ضّارة نافعة” وإليكم بعض التفاصيل :-

كشف لنا هذا الفيروس بعد اكتشافنا له أولئك المواطنين الخائنين الذين كانوا يسرحون ويمرحون بين الوطن ووطن ألد الأعداء لبلادنا المتمثل في دولة ” إيران ” الإرهابية التي يختبي خلف زيارتها بين الحين والآخر مواطنون من إحدى المناطق القريبة لها وعبر منافذ خارجية بها خونة لبلدانهم قبل أن يخونون بلادنا بتمريرهم لهؤلاء المواطنين بتأشيرات وهمية دون تختيم لجوازاتهم عند الدخول لإيران والخروج منها ثم العودة للمملكة مستغلين بطاقة الأحوال التي تسمح بالسفر بين دول مجلس التعاون كثمرة للتعاون الأمني الموقع بين دول مجلس التعاون الخليجي ويأبى الله إلا أن يكشف ستر هؤلاء المواطنين الخائنين كما كشف هذا الفيروس تلك التسهيلات التي يحظى بها الخائنون للوطن ممن يلعب على الحبلين في وطنيتهم المزيفة المجيرة لغير وطنهم الأصلي لصالح الطائفية المقيتة .

كشف لنا هذا الفيروس تقصير البنوك والشركات والمؤسسات وأصحاب المليارات التي انتفخت محافظهم وميزانياتهم الخاصة من مقدرات الوطن ولم نسمع عن أي مبادرات لوجستية تقف إلى جانب الدولة والمواطن لمنع انتشار الفيروس ومع ذلك قدمت لهم مؤسسة النقد السعودي دعماً سخياً للقطاع الخاص بـ 50 مليار ريال لمواجهة الآثار المالية والاقتصادية المتوقعة بسبب كورونا كما وأن بعض تجارنا الجشعين في محلات البيع بالجملة والتجزئة والصيدليات استغلوا هذه الظروف فرفعوا الأسعار للمواد الغذائية ومواد التطهير والنظافة والتعقيم وكمامات التحصين فضلا عن أن بعضهم نفى وجود بعض هذه المبيعات بحجة كثرة الطلب عليها رغم وجودها في المستودعات والمخازن ومن خلال ما رأيت وسمعت فقد تراوح رفع الأسعار صعوداً لبعض المبيعات في غياب كامل لضمير هؤلاء التجار من خلال القائمين على البيع في تلك المحلات من موظفين معظمهم غير سعوديين في ظل عدم التزامهم في هذه المؤسسات بالسعودة التي نسمع بها فقط إذ لا تعكس جنسيات الباعة ما يؤكد السعودة المنشودة وهذا يطرح تساؤلا مشروعا مفاده : أين الرقابة وأين حماية المستهلك عن هذه التجاوزات في وقت نحن في أمس الحاجة لجولاتهم الحقيقية الميدانية لا الورقية عن بعد !؟.
كشف لنا هذا الفيروس أيضا أولئك الذين يستهترون بأرواحهم وأرواح الآخرين ممن لا يلتزم بالتوجيهات والأنظمة والقوانين التي سنتها الجهات الرسمية لمصلحة السكان والمكان من خلال المنع الذي يصدر بشكل يومي لارتياد المواقع التي قد تكون سببا في انتشار العدوى بين مرتاديها في المقاهي والمطاعم والحدائق العامة والمنتزهات البحرية وتجاهل التوصيات والإرشادات الصحية بالتقليل من العادات الاجتماعية كالمصافحة والعناق والتجمعات في المناسبات العامة والخاصة وعدم الخروج والتنقل لغير حاجة التي قد تأتي نتائجها غير سارة ومع كل هذا نجد البعض يعتقد بعدم أهمية هذه التعليمات الظرفية بل ويتجول بأسرته وأطفاله في المولات والحدائق ولا يبالي بما يصدر من الجهات عبر وسائل الإعلام ويعتبر ما يحدث مجرد روتين وليس احترازا فيساوي بين أنواع العطلات جهلا أو تجاهلا بالتعليمات .

كشف لنا فيروس كورونا صراصير الإنترنت الذين يتولون قيادة نشر الشائعات الكاذبة مجهولة المصدر قديمها وجديدها وبث الرعب في قلوب العامة على لسان الخاصة زورا وبهتانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وبالذات الواتس الذي يعرف عنه بميدان القص واللزق وكلٌّ يدّعي أنه الناشر الأول للحقيقة رغم مكافحة تلك الشائعات إلا أن البعض يصر على نشر ما يصله وما يجده في تجمعات الواتس بما يسمى ( القروبات ) دونما تأكد من صحة ما ينشر ولا معرفة مصادرها سواء داخلية كانت أو خارجية من الأعداء الذين يستغلون مثل هذه الظروف وينشرون ما يرون أنه يخدم أجنداتهم على لسان الوطن وأبنائه بما يسيء لوطننا عمدا .
إنعطافة قلم :
باسم كل المواطنين نشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ونشكر جميع أجهزة الدولة التي قامت بواجبها تجاه الوطن والمواطن والمقيم أمام هذه الجائحة العالمية وندين كل من يتعامل بالجشع ويستغل هذه الظروف لابتزاز جيوب الناس برفع الأسعار واحتكار البضائع ومتطلبات التحصين والوقاية لذا ندعو الجهات الرقابية وحماية المستهلك ومن في حكمها للقيام بواجبهم في الميدان والتجاوب مع بلاغات المواطنين والمقيمين .

Related Articles

2 Comments

  1. شكراً لصحيفة مكة الإلكترونية هذا الركض الاعلامي الواسع وهذه المتابعة اللصيقة لما يحدث على الساحة الداخلية والخارجية من جراء هذا الوباء وما تقوم به الدولة رعاها الله من جهود للمحافظة على الوطن والمواطن والمقيم شكراً للكاتب غريب الذي لا يستغرب منه هذا الإبداع في هذا المقال وما سبقه من مقالات في هذه الأزمة بالذات وللعلم فهو قلم مقروء أعرف عنه قبل ثلاثة عقود كان يكتب في الندوة مقال أسبوعي وكنت من المتابعين له أنا وزملاء آخرين أكرر شكري لك أخ عبد الله رئيس تحرير هذه الصحيفة التي نحترمها والشكر موصول لكتابكم المميزين .

  2. مستمتع بقراءة المقال لأنه يحمل ما في خاطري ويعبر عن رأي الكثير بأسلوب أدبي رصين شكراً للكاتب وللصحيفة التي نتابعها يومياً وياليت تسلطون الضوء على سيارات اللموزين بعضها مزبلة من الداخل لا تساير العصر ولا تهتم بالراكب من حيث النظافة وتنجيد المقاعد ولا هندام السائق وبعضهم يستخدم سماعات الجوال طول الوقت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button