أحمد حلبي

أبطال الصحة في النور

حينما صدر التوجيه السامي الكريم بتأسيس مستشفى النور التخصصي عام 1403هـ؛ لتكون ضمن منظومة الخدمات الصحية بمكة المكرمة، تساءل البعض عن الدور الذي ستؤديه هذه المستشفى لكونها بعيدة عن المناطق السكنية والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة.
ولم يدر بخلد أي منا أنها ستشكل بتواجدها يومًا ما قلعة حصينة في مكافحة الداء وتقديم الدواء، ومع مرور الأيام وتوالي السنين برز دورها بشكل فاعل في خدمة المواطنين والمقيمين والمعتمرين والحجاج على مدار العام وفي المواسم بما تقدمه من خدمات طبية ارتبطت بالجودة والسلامة مكنتها من الحصول على اعتماد الهيئة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية (JCI) بتقدير امتياز لتطبيقها جميع معايير الجودة العالمية ومتطلبات الجودة التي تم تقييمها ميدانيًا من قبل خبراء اللجنة.
وبرز دور مستشفى النور التخصصي الريادي في مجال الرعاية الصحية كأول مستشفى قامت بتجويد خدمات الرعاية الصحية فحصلت على أول ريادة في الجودة، وتخطت أفاق المحلية إلى الإقليمية كأول مستشفى يحصل على شهادة نظام إدارة الجودة (الأيزو 9001) بشقيها الطبي وغير الطبى بمنطقة الشرق الأوسط، كما حصلت على شهادة نظام إدارة البيئة (الأيزو 14001 )؛ لتصبح صديقًا للبيئة، ونالت المركز الأول في تطبيق المعايرة والقياس مع نظام المعايرة والقياس (الأيزو 17025)، وحصل قسم المختبر بها على المركز الثاني في برنامج الجودة والنوعية الخارجي لحج عام 1435هـ.
ومن خلال شهـادات الاعتماد والتطوير والشكر والتقدير برز الاستثمار الحقيقي في الكوادر البشرية فجعلت رسالتها “بناء كوادر مؤهلة وتنمية مهارات وقدرات القوى البشرية العاملة بالمستشفى من خلال البرامج التدريبية المتخصصة وبرامج الابتعاث الداخلي والخارجي” ، لتصل إلى رؤيتها القائلة: “الوصول إلى كوادر مؤهلة لأداء مهني وإداري متميز”.
واليوم نرى أبطال الصحة من منسوبي مستشفى النور التخصصي مع إخوانهم بوزارة الصحة بمناطق ومحافظات المملكة متخطين الصعاب، متحدين العدوى، مجددين الإصرار على توفير حياة صحية آمنة، وعلينا أن نساعدهم في حمل مسؤولية الحفاظ على صحة المجتمع باتباع تعليماتهم والالتزام بنصائحهم، فهم من يعملوا على سعادتنا وإعادة البسمة لشفاهنا.
فشكرًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ، على ما قدماه لتوفير حياة صحية آمنة للمواطن والمقيم والزائر، وشكرًا لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة الوزير الإنسان، ولكل فرد من أبطال الصحة داخل مستشفى النور التخصصي، واجه التحدي وقدم حياته فداءً للآخرين، أو قدم خدمة أو بث نصيحة أو زرع بسمة، وشكرًا لكل من ارتدى زي الطبيب أو حمل علاجًا لمريض، وشكرًا لكل كلمة قالها مواطن صادق بحقهم، وشكرًا لكل بسمة أو نظرة صوبت لهم.
ولهم منا الدعاء بالصبر والنصر على هذا الداء.

Related Articles

One Comment

  1. الله يعطينا القوى ونعطي كل ما عندنا لحماية المرضى بعد الله وربي يزيل هذه الغمة في اسرع وقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button