اعتدت مؤخرًا على النوم متأخرة كما هو حال ليالي كورونا، في متابعة أخبارها التي هزت عروش العالم، وكسرت جبروت الطغاة،
وكما هو الحال يوميًا أتأمل صغيراتي، وقلبي يحدثني عن مصيرنا أجمع.
لكن صباحي اختلف عن باقي الصباحات شمسه اخترقت نافذتي، وزقزقة العصافير تناديني هناك أمر جلل!
لم أقلق لكنني لم أبتعد عن زاوية كورونا ومحور أحاديثها
أخبار مفعمة بالأمل، بصورة سريعة ومتتالية تتحدث الأخبار التي تأتي تباعًا عن نجاح العالم في اكتشاف علاج كورونا الذي حير العلماء، لم تصدق أذناي الخبر، ولم أمتلك السيطرة على دموعي التي أحرقت قلبي.
تنقلت بين القنوات التلفزيونية التي أثق بها والوكالات التي أتابعها، نعم نجح روبرت كوخ مؤسس علم الجراثيم والحاصل على جائزة نوبل في اكتشاف علاج كورونا بعد أن اكتشف علاج السل الرئوي.
تنفست الصعداء، وتراقصت كالأطفال، البهجة تملأ قلبي والخطط نحو المستقبل بدأت تُترى تباعًا أيهما أبدأ بالتنفيذ، وأنا صرت لا أميز بين الأهم والمهم؟؟!
لم يعد شبح كورونا الذي يطل برأسه البشعة يوميًا يخيفني!
ولم تعد أحلامي المستقبلية في خانة التأجيل، وقررت أن تكون محطتي الأولى مكة، فبعد أن كنا نشتاق إليها، باتت يوميًا تسأل عن زوارها وطائفيها
مكة شمس الدين وعشق العاشقين
لم ولن تكوني وحيدة ها قد عدنا، ونردد مجددًا وبصوت عالٍ:
اللهم زد هذا البيت مهابة وإجلالا وتشريفًا، وزد زوار هذا البيت مهابة وإجلالا وتشريفًا.
جاء صوت زوجي عاليًا:
قومي لعمل الفطور، كفاك كسلًا، الساعة متاخرة
لم أستوعب المكان والزمان
هل كان حلمًا؟!، نعم للأسف كان أضغاث أحلام
يقال إن الألم أفضل معلم، وبالفعل علينا أن نؤمن بالهبات البشرية الثلاث التي منحها الخالق العقل، الجسد والروح بها نكتمل، ونرفع شعار السلام الذي إن حل في داخلنا نكون قد ودعنا كوارث العالم.
إياك أن تنسى أهمية العيش بحياة مفعمة بالسلام، وإياك أن تغفل النظر إلى رب الكون، والذي بدأ رسالة السماء بالسلام.