تهدف إدارة الأزمات إلى الاستعداد لما قد يحدث من المشكلات المفاجأة والتعامل معها، ومواجهة نتائجها والمحاولة للتقليل من آثارها، ومن حرص المملكة العربية السعودية في التعامل مع الأزمة الحالية وانتشار فايروس coved-19 المستجد، تتجلى أروع النماذج الإدارية التي خطتها المملكة في التعامل معها، والتي سبقت العديد من دول العالم بخطوات واسعة، فقد صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم علاج فايروس كورونا المستجد مجانًا للمواطنين، والمقيمين، وأيضًا لمخالفي أنظمة الإقامة؛ حيث بلغ عدد المقيمين في المملكة العربية السعودية حسب إحصاءات هيئة الإحصاء حوالي ثلاثة عشر مليون نسمة، وهذا العدد يمثل تقريبًا ثلث سكان المملكة العربية السعودية، ناهيك عن مخالفي أنظمة الإقامة، وهذه الأعداد الهائلة تحتاج إلى رعاية واهتمام خصوصًا في خضم الأزمة، ويعتبر قرار الملك سلمان بادرة متميزة من ملك الإنسانية لعلاج الجميع حيث يرى أن سلامة الانسان أولًا، بعيدًا عن جميع الاعتبارات والأنظمة والقوانين، معبرًا عن الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة وتظهر فيه أروع صور التكافل الإنساني والمسؤولية المجتمعية من خلال اهتمام الدولة بجميع رعاياها الذين يعيشون على أرضها.
ويوجد العديد من الجوانب الإيجابية لهذا القرار التي في مقدمتها الاهتمام بالإنسان وبرعايته وتقديم الأمان النفسي له؛ من خلال توفير العلاج والرعاية الصحية للجميع بلا استثناء، وهذا له الأثر الأكبر في الإفصاح عن الحالات المرضية مما يضيق دائرة الانتشار بين سكان المملكة العربية السعودية، وبالتالي الخروج بأقل الخسائر على جميع الأصعدة، والتقليل من الآثار الجانبية التي خلفتها جائحة كورونا المستجد.
—————————
أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط المساعد بجامعة أم القرى