بعد أن قامت أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة ووزارة التجارة والقطاعات الأمنية بتقديم وتوفير جميع سبل الرعاية والحماية للمواطن والمقيم من أمن صحي وأمن غذائي وفرض منع التجوال، لم يعد يبقى سوى استشعار جميع أفراد المجتمع بعظم المسؤولية بأهمية الجلوس بالمنازل والتزام التعليمات الموصى بها من قبل وزارة الصحة وكافة الجهات المعنية، ومن هنا وتعزيزًا لدور المواطن الذي تعده الدولة أحد مكوناتها، انطلق وسم “كلنا مسؤول”، والذي يدعو لحملة توعوية شارك بها عدد من الوزراء والمسؤولين لدعوة المواطنين والمقيمين للبقاء في المنزل كون هذا الأمر هو السلاح الأقوى لمواجهة فيروس كورونا.
الآن وبعد أن تضافرت الجهود الحكومية، فأمامنا تحدي كبير ومسؤولية أكبر بالبقاء في منازلنا، والالتزام بالتعليمات الصحية لحماية أنفسنا وأهلنا ووطننا..
ولكن كيف يمكن أن يستشعر الفرد قيمة هذه المسؤولية في ظل هذه الأزمة؟
كل فرد الآن بعد حصوله على المعلومات الصحية عن فيروس كورونا من وزارة الصحة أصبح لديه وعي صحي جيد، ولكنه يحتاج إلى تثقيف صحي مستمر لزيادة شعوره بالمسؤولية تجاه صحته وصحة من حوله، وهنا يتجلى دور الإعلام في نشر المعلومات الصحية من مصادرها الموثوقة، بوسائل متعددة تلامس حواس الفرد، وتكون مؤثرة بشكل كبير سواءً كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة..
ولا يمكن أيضًا أن نهمل دور منصات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، فلابد من توجيه استخدامها بشكل صحيح ومتقن، وأشير هنا للأسف لما يقوم به بعض مشاهير التواصل الاجتماعي من ترويج للإشاعات وتقديم محتويات تافهة وضعيفة، والحل هنا في رأيي هو وجود هيئات رقابية تعمل على تقييم محتواهم وضبط أدائهم وفق معايير مهنية عالية، وأن لا يسمح لأي مشهور بالقيام بأي تغطية إعلامية دون الحصول على ترخيص من الجهة المسؤولة..
الإعلام بلا شك له دور بارز وحيوي للتكاتف مع أجهزة الدولة في إدارة مثل هذه الأزمات الصحية وغيرها؛ حيث نشر الوعي المجتمعي والوعي الصحي، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن الصحي، ولعلي أستشهد هنا بما ذكره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته الضافية التي ألقاها مؤخرًا للمواطنين والمقيمين في المملكة، حيث أكد حفظه الله على أهمية نشر الوعي الفردي والجماعي، ومواصلة الروح الإيجابية في سبيل مواجهة هذه الجائحة.