شكلت حملة “برًا بمكة” التي وجّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بإطلاقها لرصد الأسر المحتاجة وأصحاب الأعمال الميدانية الصغيرة المتأثرة خلال فترة منع التجوّل، والأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة، وتقديم الدعم لهم، لمواجهة الآثار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، خطوة عملية أكدت حرص سموه الكريم على توفير ما تحتاج إليه الأسرة والفرد من مواد غذائية ومستلزمات؛ خاصة وأننا على أبواب قدوم شهر رمضان المبارك.
ومع انطلاق الحملة بدأت القطاعات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الخيرية والأفراد في تقديم يد العون والمساعدة من خلال دعمهم المالي والعيني.
وأكد رجال الأعمال صدق أقوالهم بما قدموه بأفعالهم، وظهر التنافس الشريف بينهم على دعم الحملة إدراكًا منهم بمسؤوليتهم المجتمعية، وجاء تكفل مطاعم الطازج بتقديم 12 ألف وجبة يوميًا على مدى 30 يومًا للأسر المتأثرة بقرار منع التجول في منطقة مكة المكرمة، منافسًا لمطاعم البيك التي قدمت عشرة آلاف وجبة يوميًا لسكان الأحياء التي تقرر منع التجول فيها على مدار 24 ساعة في مدينة جدة.
وإن كان رجال الأعمال تنافسوا في دعم الحملة، فإن أندية منطقة مكة المكرمة، الوحدة، والاتحاد، والأهلي، نست التنافس الرياضي بينها، ووحدت جهودها لخدمة الأسر المحتاجة والمتضررة، إدراكًا منها بمسؤوليتها الاجتماعية، وبرزت مساهمتها في الحملة لتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر المحتاجة وإيصال السلال الغذائية لمنازل المستفيدين، وأكدت بهذا أن الرياضة وإن كانت ترويضًا للنفس، وسعيًا لحصد الألقاب والبطولات وجمع الكؤوس، فهي مجموعة من الأخلاق والقيم والضوابط السلوكية، تتبنى الأخلاق الحميدة، وتنبذ الأخلاق السيئة، وتعمل على خدمة المجتمع، وما أقدمت عليه الأندية الثلاث من توحيد للجهود وتقديم للمساعدة، ينم عن خلق رفيع، مشكلين بهذه الخطوة فهم القدوة لمتابعيهم، وما يقدمونه من عمل يقتدي به مشجعوهم.
0