أذهلتنا علاقات الحب الأسطورية..
فهذا عنترة، وتلك شهر زاد، وهناك على جلموده امرؤ القيس،
وتتهادى على استحياء في ذاك الينبوع ليلى العامرية،
وبين سعف النخيل تشدو لبنة بكل حنية.
نهرب من تلك الأساطير؛ لتبهرنا تلك اللقطات في سلسلة من الطقوس الرومانسية..
نبحث عن حبنا المتأصل بروحنا الأصيلة العربية، ونحاول بكل شتاتنا أن نشد الوثاق عليه كي لا يتفلت منا بكل عنجهية..
نمزق أشلاءنا لنحفظ مملكتنا في مأمن عن تلك الدروب التواصلية..
فكم أباحت واستباحت جمالًا لا تقاومه النفوس مهما كانت أبية،
ودمرت ممالك وقصور كانت فيها الزوجة له حورية.
فكيف تتأقلم تلك التي جعلت من نفسها لأفراد مملكتها مطية..
فكلمة الحب شاملة لكل مافي الكون من ودٍّ و محبةٍ عفوية..
واسعة القيم يلتقمها الرضيع قبل الفتى، وتخفق لها القلوب بكل سجية ..
وتقرع طبول فرحتها كأن الربيع حلّ على بيداء فأصبحت سندسية..
إذا تبادلت العيون والقلوب بسمة حب ووئام عذرية..
فتزهر الحياة بورود الاحترام والاهتمام العطرية..
وتطلق عنان مشاعرها، وأحاسيسها لتورق أغصانها الندية..
فالحب في مقتبل العمر ستكون له مخططات عظيمة هندسية..
نصممها. نشكلها.. نرسمها نلونها.. نبني مملكتها التي بأساساتها ودعمها قوية ..
وعند مليك القلب ستكون أعظم ومدعّمة أكثر لدرء الرياح المستقبلية..
فننقش في صخور العمر أساسات بيوتنا بحب تتجلاه كل العقلانية..
نفتح به نوافذ العقل على تجارب مرت من حولنا، ونحن لها عين مرئية..
نتوسد الخير بتلك التي كانت بتعاملها وعملها إيجابية..
ونضع الركائز والعزل المناسب؛ لتجنب أي شروخ كانت سلبية..
حبٌّ يعزف لحن احتياجات الآخر على أوتار قلب الآخر بكل همة علية..
حبًا نسدل به لسفينة العمر الأشرعة دون ملكية..
نبحر سوية ببحر كيان كل منا.. لتمر الأيام حلوة عذبة شجية ..
يزداد الحب ويتفاقم ويصبح كبركان تتدفق منه روابط أسرية ..
ومهما عصفت بنا الرياح والأعاصير التي لابد أن تكون طائشة شقية…
يبقى ذاك الحب الذي سقيناه بالاحترام منارة أبدية..
قد تهوي للغرق سفننا، وتُخرَق أشرعتنا وتضيع وجهتنا، وتتكسر مجاذيفنا بكل بؤس وأسية..
إلا أن الحلم والصبر الذي كان عمادنا وفن التعامل الذي كان منّة الله علينا ستعيد سفننا إلى مرافئها بسلام أبية..
ويوّثق الحب على مرافئ القلوب حباله الحمراء بروابط قدسية ..
بوصلته نبض القلب ودربه عمل لراحة من جعلت روحي له فديّة ..
أقدمها لذاك الذي سيدني على نساء الكون فكنت له تلك الشقراء أو السمراء الأوروآسيوية…
نتبادل الحب حتى وإن استملكتنا واقتحمت بيتنا ساعات نكدٍ شيطانية..
نُشَجّبها بهدوء وأطهو حبات قهوتها على جمر نارٍ أولعه بثلوج حكمتي فلا للحساسية..
فحواسنا نَحِيكها من خيوط الشمس.. ونزركشها بشعاعات القمر..
ننسى.. نتسامح.. بعد أن نجعل الاحترام هو أساس مملكتنا قبل الحب…لتبقى خالدة أبدية…
أما إن ترجمته باحتلالي وتحايلي في فن التملك والاستعباد والتدخل حتى بالخصوصية…
فهنا أصبح كل منا طيرًا حزينًا ينشد الحرية..
يشدو على أيام كان يطير فيها من غصن لغصن دون عبودية…
لا ينفك عن التفكر بكيفية كسر تلك الأقفال الحجرية..
فمهما كنت أو كان ساحر اللب عابق السحر فلست أقطن بالمدينة المثالية..
والتي لم ولن تصطدم بواقع أليم بهذا الكون فهي أسطورة فيلسوفية ..
وعزائي حديث أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي ﷺ قال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء[1]، متفق عليه.
لا قصور فينا… فنحن حوريات الدنيا وجمالها المنبثق من تاء تأنيثنا.. التي تتجاذب الأقطاب بفطرة غريزية..
وإن حلقت الأرواح بعيدًا ذات يوم لابد لها أن تعود تحت جنح بيت ينعم بالدفء والحب، والحنان رباطه الأزلي الحب، والاحترام والوسطية..
وركنه الأساسي ثقة متبادلة برابطة حبٍّ قدسية لا مُلكية
لا رابط سواه، و لا تفاخر، ولا كبر ولا عنجهية.
فالحياة ليست امرأة كما أنها ليست رجلًا يصور لي الدنيا مرآة سحرية..
فالحياة أهداف وأحلام وطموحات نبني سعادتنا مع بعضنا دون أنانية…
بعيدًا عن كل الترهات..
لا نهتم للتفاهات، ولا نصدع أدمغتنا بالسخافات المتكررة الشقية.
لئلا نخوض بعمرنا في سواقي الحزن التي تدفن الروح فتغور أقدامنا ولا أحد ينشلنا من بؤس أحوالنا الردية، بل نبذر الحب والبسمة. ونقلب الأيام بالحنان والبهجة.. ليزهر ربيعنا وتغرد عصافيرنا وتنطلق فراشاتنا راقصة على حقول أيامنا الوردية..
ولنعلم علم اليقين.. بأنه كما هناك قلوب مخلصة عاشقة متيمة لدى معاشر الرجال..
هناك الأضعاف في معشر النساء والعكس بالعكس…
والذكي- هو فقط من يعرف أن ينتشل نفسه ويرتقي بها عن مشاكل هذا الزمان.. الذي ضاع من حدوده الامان…
ماشاءالله لا قوة إلا بالله
كلمة راااائعة .. قليلة في حقك
ابدعتي اخت ندى
أتمنى لكِ دوام التوفيق والتألق
مقالة ادبية رائعة أهني الصحيفة على هذه الاديبة المتميزة التي تكتب بأحرف من نور يدخل الى الأعماق ويدغدغ مشاعرنا ويدكها دكاً
من أروع ما قرات من سلاسة الأدب الصادق المعاني
بارك الله فيك
من أروع ما قرات من سلاسة الأدب الصادق المعاني
بارك الله فيك
كلمات صورت أدب رفيع لمعني غفل عنها الجميع ..
بارك الله فيك