عبدالرزاق حسنين

إعلامنا ينشط ليواكب الحدث

ندرك جميعاً بأن للإعلام دوره المؤثر في الشعوب، بما يضاهي القوة العسكرية للجيوش بكل عتادها، وذلك عبر ما يبثه بوسائله التقليدية من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات فضائية، ومن هذا المنطلق ومن وجهة نظري، أرى أن إعلامنا قد استنفر بكل إمكانياته التي سخرتها له حكومتنا السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، ليواكب الحدث الذي تمر به مملكتنا الحبيبة، لإنتشار وباء كورونا الذي ما لبث أن تنامى وتحول إلى جائحة عالمية، وجاز لإعلامنا أن ينشط وينفض غبار ماضٍ تقليدي المحتوى، ليعيد ترتيب أولوياته بفكر معاصر، بعد أن غلبت على بعضه البرامج الفنية المتكررة والدعايات التجارية، ليتحول إلى البرامج المجتمعية الثقافية والمسلسلات الهادفة التي نحن أحوج إليها، لبناء أجيال بعون الله تعيش الحياة وفق رؤية المملكة 2030، مدركاً بذلك التجديد دوره المحلي والعالمي، لإختلاف الموازين التي كنا نعيشها قديماً، ولدخول المجتمعات في صراعات دولية، والحديث يطول عن مواقع التواصل الإجتماعي، المتناثرة في فضاء يسع الجيد والغث، بعد أن أصبحت وأمست هي المغذي المعلوماتي الأسرع لأفراد المجتمع، الذي وبكل أسف يتناقل المعلومات فيصدقها أو يكذبها دون مرجعية موثوقة، وهنا لا يفوتني الإشادة بالجهات المعنية بالأمن السيبرالي، ودورها في مراقبة ما يتداوله المغرضون في مدوناتهم، والرفع للجهات الامنية لملاحقة أصحابها محلياً ودولياً، إذ إننا ولما تنعم به المملكة من أمن ورخاء وتلاحم خلف قيادتنا، فإننا مستهدفون في حملات منبوذة تحاول التقليل من جهود قيادتنا وإنجازاتها، وما تسخره من ميزانيات ضخمة لأمن ورفاهية الشعب السعودي، ومن سار على تراب الوطن الطاهر، من المقيمين والحجاج والزوار والمعتمرين، نعم..نحن في حاجة ماسة إلى صناعة إعلام جديد بأفكاره وبرامجه الثقافية والإجتماعية، إعلام يعيد عزيزي القارئ والمشاهد والمستمع إلى المصادر الموثوقة، بعد أن تحول مصدر إعلام الشعوب إلى هواتفهم الجيبية لتكون المغذي الرئيس، ببرامجها المتعددة من اليوتيوب والفيس بوك وتويتر وسناب تشات غيرها، تلك البرامج التي تكاد تكتسح عقليات شبابنا، بما يدور فيها من برامج بعضها مفيد والآخر شائعات مغرضة، لحسابات وهمية تديرها ذئاب فردية ومنظمات عالمية، تهدف إلى تفكيك لحمة الوطن حول قيادته السعودية الحكيمة، بما يذكرنا بمقولة إعلام النازية وفي مضمونها (أكذب ثم أكذب حتى يصدقوك).

لكل ذلك وجد إعلامنا بوزيره المكلف معالي الدكتور ماجد القصبي، إننا في حاجة ماسة إلى تنشيط كل الكوادر والجهود، لصناعة إعلام حديث يعيش الحياة المعاصرة، وحقيقة إن ما لمسناه في الفترة المصاحبة لإنتشار وباء كورونا، من إستنفار ملحوظ للأقلام الصحافية والبرامج والحوارات الإذاعية والمتلفزة، يؤكد لنا أننا نعيش إعلاماً يدير الأزمة بنجاحات مأمولة، إذ لا وقت للصمت في مواجهة الإعلام الرخيص الذي يحيط بنا بمكائد وضلالات بائسة، والحاجة هنا إلى إعلام ينمي ثقافة الوطن ويرفع من مستوى إدراك الفرد ووعيه بجهود حكومة المملكة، نحو أمن وسلامة ورفاهية المواطن، إعلام يعمل على توفير البرامج والمسلسلات الترفيهية، الهادفة إلى زيادة ترابط المجتمع وتماسكه، وإشغال أوقات فراغه بما يشجعه ليكون شريكاً في المسؤولية، بالبقاء الإحترازي في البيت، تماشياً مع توجيهات وزارة الصحة الهادفة إلى حظر التجمعات، حفاظاً على سلامتنا والوطن كافة، وبالعودة لفترة تولي معالي الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة لوزارة الإعلام (2009_2014)، وإستحداثه لقناتي القرآن الكريم من مكة المكرمة والسنة النبوية من المدينة المنورة، وما لاقته من إنتشار إسلامي وعالمي أبهج الصدور، وهنا عبر صحيفة مكة الإلكترونية أبعث برقية إلى معالي الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف، نتطلع فيها إلى إستحداث قناة فضائية تلفزيونية، تخاطب العالم بالعديد من اللغات، لتكون بديلاً عن القناة التلفزيونية الثانية، التي انطلقت عام 1983 وتم تعليق بثها عام 2017، مع مزيد من الدعم للصحف الإليكترونية المرخصة من وزارة الإعلام، والتي أتقنت مع مثيلاتها من الصحف الورقية في مواكبة الحدث، مع الإشادة بإنطلاق قناة ذكريات التلفزيونية الفضائية، التي دشنت في وقتها المناسب، لدورها المأمول في الترفيه عن الأسر في بيوتاتها، وختاماً اسأل الله تعالى أن يحفظ الوطن قيادة وحكومة وشعباً والعالم أجمعين، اللهم آمين.

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فكرك رائع في إيجاد إعلام جديد
    لاوقت للصمت في مواجهة الإعلام الرخيص الذي يحيط بنا بمكائد وضلالات بائسة، والحاجة هنا إلى إعلام ينمي ثقافة الوطن ويرفع من مستوى إدراك الفرد ووعيه بجهود حكومة المملكة،

    1. سعادة اللواءم. عبدالله أشكر مروركم على ما سطرته، ولا أزيد على رقي حسكم الأمني وتأريخكم في حب المهنة والوطن، نعم نحن في حاجة إلى إعلام يقظ يخاطب هؤلاء وهؤلاء، بل والحاجة ماسة إلى قناة تلفزيونية تتحدث بكل اللغات العالمية، تحياتي بإمتنان لسعادتكم وجميع القراء الكرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى