المقالات

إنسانية الحسام وقيادته الحكيمة

الخطوات الحثيثة والإجراءات المنظمة والجهود المتناسقة والمنسجمة التي يقوم بها (مركز الدعم للأزمات والكوارث) بمنطقة الباحة يعطينا دلالتين الأولى: القيادة الواعية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة؛ إذ حدد من أول اجتماع ترأسه سموه أهداف المركز والخطوات الإجرائية وأهمية تنسيق نشاط الجهات المعنية والتأكد من جاهزية الجهات الحكومية (قوى بشرية، مرافق، أجهزة، معدات، نقاط إخلاء، دور إيواء، إحصائيات) مع دفع التقارير على مدار الأربع وعشرين ساعة فضلًا عن مراجعة خطط الطوارئ، وجمع المعلومات والبيانات والتنسيق والدعم والتواصل السريع بين الجهات، وتوحيد الجهود، وتذليل الصعوبات، وحل المعوقات مع الرصد المستمر للبلاغات والجولات وتحليلها، وقياس أداء الجهات الحكومية المباشرة للحد من فايروس كورونا، وهنا نلحظ أن هذه الإجراءات تُعد خطوات استباقية من خلال الفكر التنبؤي والإنذار لتفادي حدوث أزمة عن طريق صياغة منظومة وقائية تعتمد على المبادأة والابتكار. هذا الوضوح والشفافية والتناول الذكي جعل للإدارات الحكومية في الباحة كشافًا واضحًا ورؤية دقيقة تعمل من خلال منظومة متناسقة ومتعاونة، ولم يقف سمو أمير الباحة عند هذا الحد، بل يقوم بنفسه بجولات ميدانية متابعًا وموجهًا ومقدمًا ملاحظاته ومقترحاته.
وهبت الإدارات الحكومية في منطقة الباحة منذ البدايات بنشاط وهمة؛ لتعمل كل إدارة في اختصاصها مع التنسيق مع الجهات الأخرى، ونقرأ من خلال خارطة العمل حجم الجهود المبذولة؛ مما يؤكد وضوح الرؤية وتناغم المسارات بتطبيق الإجراءات وصولًا إلى هدف واحد أن تكون الباحة بإذن الله خالية من فايروس كورونا.
فكانت الأمانة والبلديات التابعة لها تقوم بعمل يومي مكثف ومنظم سواء بالرش أو التعقيم أو المراقبة أو الجولات الميدانية فيما أخذت صحة الباحة على عاتقها مهامًا جسيمة، لتكمل الجهات الأمنية والإدارات الأخرى منظومة النجاح. كان نتيجة هذا العمل المتعاون والمتناسق أن كبحت الباحة جماح هذا الفيروس؛ لتستمر الباحة لأكثر من أسبوع لم يسجل بها أي حالة إصابة -بتوفيق الله- مما يدلل على نجاح الخطوات الاحترازية والوقائية مما يسجل النجاح لسمو أمير منطقة الباحة ولكل شركاء النجاح.
أما الجانب الآخر وهو الجانب الإنساني الذي يتمتع به سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود حفظه الله إذ لم يكتفِ بالجانب القيادي والإداري، بل تجاوزها إلى الجانب الإنساني متلمسًا حاجات ومطالب الأهالي، وكانت مبادرته المتميزة (أهلنا يستاهلون) التي وجدت صدى واسعًا في الأوساط الاجتماعية قوبلت بالدعاء أن يحفظ الله صاحبها لما اشتملت عليه من أهداف نبيلة لدعم المحتاجين بسبب تطبيق الحجر المنزلي ضمن الإجراءات الوقائية، وهذا التوجه النبيل من سموه يعطي دلالة على سخاء وكرم وإنسانية عظيمة يجعلنا نقف احترامًا وتقديرًا وتثمينًا لمبادرته، وتتسع فضاءات إنسانيته لمبادرة أخرى وهي(لستم وحدكم) إذ يشعر المحتاجون من الأسر المتضررة بأن اليد البيضاء تمتد لهم عونًا ومساعدة وتلبية لمطالبهم، كما حرص سموه إنشاء منصة إلكترونية بإمارة منطقة الباحة؛ ليكون الاتصال والتواصل مباشرًا وسريعًا وآنيا وهي خدمة بادرت بها إمارة الباحة وفقًا لتوجيهات سموه لتحقق سرعة التواصل، وأن يكون هناك خط مباشر لحرص سموه للاستماع لأي طلب أو شكوى أو احتياج. كما وجه صحة الباحة بأن تتكفل بإيصال الدواء لمنازل المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وتقديرًا لمن يستحق الشكر نشيد بجهود كل القائمين في المركز، وفي مقدمتهم سعادة وكيل إمارة منطقة الباحة الأستاذ أحمد بن صالح السياري الذي ينفذ كل توجيهات سمو أمير منطقة الباحة، ويعمل في الليل والنهار مع مديري الإدارات الحكومية تواصلًا وتشاورًا، ومتابعة لاتخاذ الخطوات السريعة لأي حدث والمبادأة في استقراء ما يمكن أن يحدث. ويأتي العمل منسجمًا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين على أرض الوطن الغالي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button