إن التخطيط العمراني يعتمد على مجموعة من القرارات التي تهدف إلى تحقيق الرفاهية الاجتماعية، وتحسين أساليب المعيشة. ومن هذا المنطلق تعد مرحلة صناعة السياسات التنموية واتخاذ القرارات أهم الخطوات لتحقيق التنمية للمدن. لم يعد المخطط العمراني هو الوصي الذي يرعى مصلحة المجتمع، ويضع القرارات التخطيطية من منظوره التخطيطي وفقًا لأيدلوجيا المخططين دون العمل التشاركي، فقد فشلت المخططات، وعانت فئات المجتمع من التهميش بسبب السياسات العمرانية التي كانت تصاغ، والتي قد تميل أحيانًا لخدمة الاقتصاد وأصحاب المصلحة (مثل: تهميش الفقراء والعشوائيات). مع التطور الحديث وتغيير مفهوم التخطيط التقليدي إلى التخطيط الحديث من نواحي التعددية والمشاركة المجتمعية في صنع القرار، علاوة على ذلك لابد أن يكون المخطط على علم بالواقع الذي يدرسه، وليس بالضرورة نجاح مخطط عمراني ونموذج لمدينة معينة قد يصلح لمدينة أخرى؛ وذلك لأسباب عدة ومنها اختلاف النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. فدور المخطط أن يكون على دراية كاملة بمن يخطط لهم ومعرفته بأوضاعهم المعيشية والثقافية. ولكي يتم نجاح المخطط العمراني فعليه وضع الخيارات؛ بحيث يتم مشاركتها مع المجتمع وأصحاب المصلحة والقيام بوضع الخطط العمرانية ودراسة آثارها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية على المجتمع، وتوضيح الحلول والجوانب الإيجابية لهم.
وليس بالضرورة انه عند مشاركة فئات من المجتمع أنهم أصحاب وصاية على المجتمع كامل، ولكن لابد من العدالة، ومراعاة طابع الطبقات المجتمعية وظروفهم المعيشية والثقافية، وتطبيق مبدأ المساواة والعدالة.
في المقابل دور المخطط مهم، وهو الذي يضع الخطط والسياسات العمرانية لتنمية المدن من منظور متخصص، ولكن المخطط الذي لا يدرس الحالة الاجتماعية والثقافية لكل مخطط على حدة ومراعاة الجوانب الاقتصادية فإنه سوف يؤدي إلى بعض الإشكاليات التي من الصعب حلها مستقبلًا أو قد تكون مكلفة اقتصاديًا.
وختامًا فإن المشاركة المجتمعية تعد أحد أهم المبادئ التي تتحقق العدالة في التوزيع للموارد، وتضمن حقوق الجماعات والأقليات للموارد في المدينة، ومنع أي مخاطر بيئية قد تحدث، وتؤثر سلبًا على التغيير الاجتماعي والاقتصادي للسكان.
—————-
عضو متعاون في شعبة الإسكان/ الجمعية السعودية لعلوم العمران
طالب ماجستير تنفيذي، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود
بريد إلكتروني: gahtany@hotmail.com